الأكثر قراءة هذا الشهر
المقالات الأكثر قراءة
أُمُّ الطُّفوف
عماد آل عبيدان - 04/12/2025م
|
|
أُمُّ الطُّفوف أمّ الفداء والصبر واليقين - أمّ البنين «عليها السّلام» ألْقَتْ على دَرْبِ اليقينِ عَباءَها وتسربلتْ صبرًا بهِ الإيمانُ وتصبَّرتْ فَوقَ الأَسَى لحسينِها ومضتْ وفي أعماقِها بُرهانُ ثَبَتَتْ وفي نَفَحاتِها أَثَرٌ بَدَا يَهدي خُطاها فَالْوَلاءُ جَنَانُ نَفَسٌ تُذيعُ بِلَفْظِها رِقَّاتَها فَيَمِيلُ نحوَ نَميرِها الوِجْدانُ وتلوذُ في نورِ الفِداءِ رُؤًى تُرى تَهدي ويُجري نَبْرَها العِرفانُ وتداعَتِ الدُّنيا وزُلزِلَ رُكْنُها حينَ انْجَلَى في وجهِها القُرْبَانُ يَمْضي على دَرْبِ البَقيعِ ضِياؤُها حَتّى تُرَجَّ بِنورِها الأكوانُ وتخطُّ في تُرْبِ البقيعِ خُطاهمُ تنهالُ ذِكرى فوقَها الأكفانُ وتقومُ في وجهِ الخطوبِ ولاؤُها فَيَصوغُها للثابتينَ... |
سُكُونُ الشَّوْقِ
ناجي وهب الفرج - 04/12/2025م
|
|
سُكُونُ الشَّوْقِ وَأَبْدَتْ سُكُونًا وَأَنْحَتْ جَنَابَا وَسَاقَتْ لَهُ فِي كَلَامٍ عِتَابَا وَأَلْقَتْ عَلَيهِ خِطَابًا صَرِيحًا فَحَلَّ بِهِ مِنْ شَتَاتٍ عَذَابَا وَعَادَتْ عَلَى مَا طَوَاهَا بِشَوْقٍ جِرَاحٌ مَضَتْ فِي هَوَانٍ شِعَابَا نَهَاهُ الْعِتَابُ بِسَوْقِ دَلِيْلٍ لِمَا كَانَ مِنْهُ بِبُعْدٍ غِيَابَا وَمَالَتْ عَلَيهِ بِوِدٍّ رَقِيْقٍ رَوَتْهُ بِعَيْنٍ لِعُشْقٍ شَرَابَا فَحَنَّتْ لِمَا قَدْ أَتَاهَا بِعَتْبٍ لِمَاضٍ رَوَتْهُ بِفَيْضٍ سَحَابَا وَصَدَّتْ بِمَا قَدْ أَتَاهَا بِخُبْرٍ تَلَقَّتْ عَلَى مَا دَعَاهُ جَوَابَا يَعُودُ بِهَا مِنْ جَمِيلٍ بَنَتْهُ لِمَا قَدْ غَشَاهَا بِعُشْقٍ عِذَابَا كَأَنَّ الْهِيَامَ بِحَتْمٍ حَوَاهَا بَدَتْهُ حَثِيْثًا بِعَدٍّ حِسَابَا تَمِيلُ بِمَا كَانَ فِيْهَا بِصَفْوٍ تَلِذُّ... |
قراءة في ديوان «مزدحم بالفراغ» لعلي مكي الشيخ
نسرين دولة - 30/11/2025م
|
|
بالله، أهذا شعر أم سحر! بدايةً سأستعير قول لسان الدين الخطيب في التفريق بين الشعر والسحر: «فمن الواجب أن يُسَمّى الصّنفُ الذي يخلب النّفوسَ ويستفزّها ويُثني الأعطافَ ويهزُّها، باسم السِّحر الذي ظهرتْ عليه آثار طِباعه وتبيَّن أنّه نوعٌ من أنواعه... فما قَصُرَ عن هذه الغاية فهو شعر، فالسحر إذن ليس بالمبنى والمعنى، بل بالقوة التي تؤثر في الوجدان مما يستدعي إعادة القراءة للّذة، ولكن ما الذي يجعل الشعر سحراً؟ علي مكي الشيخ الشاعر... |
بانَتْ خُطاكَ…
عماد آل عبيدان - 27/11/2025م
|
|
بانَتْ خُطاكَ… رؤيا التحول ووهج الانبثاق بانَتْ خُطاكَ وكُلُّها أَسْرَارُ وانْفَضَّ مِن هذا الهَوَى إعصارُ بانَتْ خُطاكَ على المدى نهراً جرى نبضاً بِنَبْضِي، وَالرُّؤَى مِضْمَارُ وتَرَقْرَقَتْ فِي خَافِقِي أَلْحَانُهَا وَتَرَاقَصَتْ، وتماسَكَ المنهارُ وتَفَتَّحَتْ فِي عَالَمِي أَبْوَابُهَا وَتَصَاعَدَتْ فِي نَسْغِهَا الأَدْوَارُ وتَجَرَّدَتْ عن كَبْتِها أَنْفَاسُهَا وَتَمَوْسَقَتْ فِي خِفَّةٍ أوتارُ وَتَشَكَّلَتْ فِي مَدِّهَا رُؤْيَا الهَوَى حَتّى اسْتَبَانَ على الصَّدَى إِضْمَارُ وَزَهَتْ على طَلْقِ الصَّفَا آفاقُهَا وَعَلا عَلى سَكَنَاتِهَا تَذْكَارُ وتكشَّفَ المَكْنُونُ مِنْ أَعْمَاقِهَا... |
يمرُّ ببابِ ذاكرتي..
علي مكي الشيخ - 26/11/2025م
|
|
يمرُّ ببابِ ذاكرتي.. يمرّ.. بباب ذاكرتي غيابُكْ فيغرقُ خلف نافذتي إيابُكْ أمدُّ صداكَ نحو المحو حتى أرى عدمًا، يؤرجحهُ، سرابُكْ وأسترُ لحظتي، برمادِ وحيٍ يزور جفافَ أمتعتي اغترابُكْ ترجّلْ فالمساءُ يريدُ كأسًا بخمرةِ وعيِهِ انزلقتْ ربابُكْ.. وأغنيةٌ.. بلا وترٍ تجلّتْ بلحنِ مِجسّها ضجّ ارتيابُكْ وشكٌ كان يمشي خلف ظلّي يلاحقني.. إذا أغراهُ بابُكْ كأوّلِ ضحكةٍ، عبرتْ بثغرٍ وجدتكَ حين يعبرني عِتابُكْ وجدتُ قصيدةً، وفراغَ وحيٍ على شفتيكَ يفضحني كتابُكْ وصوتك.. كان يلبسني، وأدري بأنّ صداك.. يعلنهُ متابُكْ... |
حميد الفعل محمود الثناء
سلمان محمد العيد - 26/11/2025م
|
|
حميد الفعل محمود الثناء تراءت في الدنى آيات حزنٍ وقد جار الظلام على الضياء وهبّت بالديار رياح موتٍ وآب القادمون إلى التنائي وكلٌّ قد دهاه اليوم أمرٌ فما أحدٌ يتوق إلى لقاءِ وأشربت الربوع بكلّ داء فقد يئس المريض من الشفاءِ وكم يعلو البلاد جموح خوف من القدر المحتّم والقضاءِ وكل سفينة في البحر تمضي وكم تخشى التقلّب بالهواء رهاب الرعب طال الناس جمعا فهذا الموت ينذر بالفناء لكم يكسو السواد حراك قوم وأتعبها الركون إلى العناء وجيب القلب يرعد حين يحكي وينبض بالأسى والإبتلاء من الأعماق قد ذرفت... |
الخريف: ميثاق الوعي الأول وصلاة السرمد
نازك الخنيزي - 20/11/2025م
|
|
حين يركع الأثير لحكمة الغيم، يتفجر الخريف كوعي محض على تخوم الأرض، ويُسن ميثاقه بدمعة الأزل، مدادها يغسل الكينونة على جلود الأوراق، ويختمه شعاع الحدس باسم الاحتجاب. في مناخه تتلبد غصة الحنين، وفي مضاجع التربة يتكور أريج سرمدي يخلع على الزمان هيئته القدسية الأولى. من انحناءات الفطرة تتدلى همسات أوركسترالية، تتساقط ورقة – هي تكوين ضوء، وشهيق انقضاء يعود إلى مغرسه الأم ليستهل سردية الإدراك. الكيانات الشجرية تنصت في ذروة تجرد، تنحل من أغشية ذاتها، تودع طيفها المظلل في ذاكرة العابرين، وللسماء ما تبقى من صدى... |
استحضار الشخصيات في مرايا الفرات
ياسر آل غريب - 20/11/2025م
|
|
من ظواهر ثقافة القصيدة في العصر الحديث استحضار الشخصيات التاريخية، كوسيلة للتعبير عن ربط الماضي باللحظة الحالية، مما يجعل النص منفتحا زمكانيا، باشتغاله على ضخ الدلالات المتعددة ذات الوجوه المختلفة عبر إستراتيجية جمالية. هذا ما يحتشد به ديوان «مرايا الفرات العمياء» للشاعر إبراهيم بوشفيع، فأغلب قصائده تحتوي على رموز إنسانية تسهم في تشكيل رؤيته لقضية كربلاء التي امتلأت بها هذه المدونة الشعرية على مر الأيام. 1 - شخصيات كربلاء: بعد تجربة الشعر... |
واش
حبيب المعاتيق - 20/11/2025م
|
|
واش لا يزال أحدنا يكتم عمره حتى يبتليه الله بواش على صورة حفيد حذَراً مِنَ العُذّالِ كُنتُ أَضُمُّهُ العُمرُ مِثلُ الحُبِّ يَحسُنُ كتْمُهُ مُتَخَفِّفاً عُمري مِنَ الأَرقامِ يَمتَهِنُ التَّكَتُّمَ لَيسَ يُعرَفُ رَقمُهُ أَبطَأتُهُ رَدحاً، على مَهلٍ يَسيرُ مَشى كَما يَمشي المُثَبَّطُ عَزمُهُ فَإِذا بِوَاشٍ لَستُ أعرِفُ كَيفَ لي أَن أَتَّقِيهِ وَكَيْفَ يُمكِنُ لَجْمُهُ وَاشٍ أَعَادَ إِلى الحَقيقَةِ حَجمَها وَهْوَ الَّذي شِبرينِ يَبلُغُ حَجمُهُ مِن يَومِ أَن نَزَلَ الحَياةَ وَهَمُّ كَشْفِ حَقيقَتي بَينَ العَوالِمِ هَمُّهُ وَاشٍ لِسُوءِ الحَظِّ مِنهُ أَصابَني في مَقتَلٍ بَيْنَ الأَضالِعِ سَهمُهُ وَوَقَعتُ، في... |
جمالية الحزن وفوضى المشاعر...
جعفر العيد - 19/11/2025م
|
|
- 1 - للحزن فرقعة وجمالٌ تفوق خيال العارفين، من فرطِه يكاد يحلق بنا في الفضاء. الحزن كما الصباح في انبلاجه، له روعة لا تضاهيها روعةٌ عند هذه الأحصنة. الريح الشمالية تعوي وتصفعنا، والجو باردٌ كالثلج، وقلوبنا يهزّها الابتهاج، عندما نراها لم تتعب من طول الهمام والتجوال. - 2 - تدغدغك النسائم التي تهب مع الربيع، متأملًا كل تلك القوة، صديقي، وهذه الانحناءات المخلوقة بانتظام؛ سبحان الخالق. هذه الجدائل المنسدلة سوداء موشاة باللون الكستنائي، مشوبة بألوان... |
أنسج مِلاح الحزن
أحمد رضا الزيلعي - 18/11/2025م
|
|
أنسج مِلاح الحزن () قصيدة لعزيزنا أخي الصغير الشيخ محمد هاشم الهاجوج - الذي سبقنا في ميادين الشعر من سني مراهقته فالشعر فن لا يعترف بالعمر.. فقط يعترف بالمهارة والمشاعر - وهذه القصيدة بمناسبة ولادة ديوانه الأول ”وسقطت دمعة“ حيث نضدت حروفها قبل أرى الديوان قسماته جماله «كما ذكرت في البيت الأخير» … وقبل أن أشتم أحزان آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين من خيامه المحروقة وبابه ومسماره ومن هامة... |
تَارِيْخٌ وَإِتْقَانٌ
مطران العياشي - 15/11/2025م
|
|
تَارِيْخٌ وَإِتْقَانٌ سِفْرٌ مِنَ الخُلْدِ تَارِيْخٌ مِنَ الشَّرَفِ يَفُوْحُ مِسْكًا مِنَ الأَسْلَافِ لِلْخَلَفِ صَرْحُ الثَّقَافَةِ يَزْهُوْ فِي مُبَادَرَةٍ عَامٌ تَعَطَّرَ بِالمَوْرُوْثِ وَالحِرَفِ حَضَارَةٌ أَشْرَقَتْ مِنْ إِرْثِ مَمْلَكَةٍ حَوَتْ ذُرَى العِزِّ مِنْ أَصْلٍ وَمِنْ طَرَفِ اسْتَلْهَمَتْ مِنْ تُرَاثِ الصِّيْدِ مَفْخَرَةً تَذْكُوْ بِمَاضٍ عَرِيْقٍ مُوْغِلِ الشَّغَفِ فَمِنْ سَنَا شَمْسِهِ تَمْضِيْ مُطَاوِلَةً شُمَّ النُّجُوْمِ بِعَزْمٍ وَاثِقِ الهَدَفِ وَلِلْنُّقُوْشِ عَلَى الفَخَّارِ هَنْدَسَةٌ نَحْتٌ عَلَى الطِّيْنِ تَشْكِيْلٌ عَلَى الخَزَفِ جَدَائِلُ الخُوْصِ لُفَّتْ فِي أَنَاقَتِهَا كَأَنَّهَا خُصْلَةٌ مَالَتْ عَلَى كَتِفِ تَدَاخَلَتْ فِيْ بُرُوْزٍ مِنْ ضَفَائِرِهَا أَمْوَاجُ سَيْلٍ عَظِيْمٍ حَفَّ بِالقُفَفِ فَلَا تَسَلْ عَنْ... |
قِلَاعُ الحَيَاةِ
ناجي وهب الفرج - 15/11/2025م
|
|
قِلَاعُ الحَيَاةِ رَمَتنَا الهُمُومُ بِوَادٍ عَصِيبِ وَأَكفَتْ لَنَا مِن قِفَالٍ نَصِيبِ وَمَالتْ عَلَينَا الحِمَالُ بِزَخمٍ تَوَالَتْ تِبَاعًا بِصَوبٍ رَهِيْبِ أَلَا يَا زَمَانًا تَمَهَّلْ قَلِيلًا فَقَد جَاءَ مِنكَ بِخَتمٍ قَرِيبِ فَإِنْ مَا رَزَتنَا المَنَايَا بِغَزوٍ وَطَافَتْ بِنَا مِن جِهَارٍ غَرِيبِ نَسِيرُ عَلَى مَا بَلَانَا بِعَزمٍ نَضِمُّ بِعِيدًا بِشَملٍ كَسِيبِ فَمَا عَادَ مِنهَا دَوَاءٌ شَفَانَا وَلَا كَانَ فِيهَا بِصَوغِ لَبِيبِ هُوَ الْأُسُّ مَا بَنَانَا رُسُوخًا وَعَدَّ لَنَا مِن كِيَانٍ خَصِيبِ نَطُوفُ بِهِ فِي قِلَاعِ الحَياةِ وَنَمضِي قِدَامًا بِعَزمٍ رَحِيبِ فَمَا كَالَنَا مِن جِرَاحٍ تَدَاعَتْ عَلَونَا بِهَا فِي مِرَاسٍ نَجِيبِ حَذَونَا بِهِ... |
أخناتون
هناء العوامي - 13/11/2025م
|
|
نظرت ”نيفير“ إليه غير مصدقة، بينما رمقها زوجها ”أمنحوتب“ بنظرة انتصار، وكأنه إذْ أثبت وجود الحديد، فهو يثبت تلقائياً أن إله الشمس هو الوحيد الجدير بالعبادة! هو كان يعتقد بأن الحديد هبة الخالق للذين أدركوا أنه لا يوجد سوى خالق واحد للكون والحياة… ”إن الشمس التي تنير حياتنا هي التي تنبت الزرع، وتبث الحياة في الكائنات، نور آتون، لولاه لكانت الدنيا جحيماً بارداً، ألا ترين دفء يديك الناعمتين مقابل برودة مومياء ميتة؟“ عبست... |
قالتْ كَبِرتُ
عماد آل عبيدان - 10/11/2025م
|
|
قالتْ كَبِرتُ قالتْ كَبِرتُ، فَقُلْتُ: العُمْرُ ما كَبُرَا مَا دَامَ فِي ضَحِكِكِ الإِغْوَاءُ قَدْ أَسَرَا مَا دَامَ فِي وَجْنَتَيْكِ الغَيْمُ يَسْكُبُهُ عِطْرًا يُغَازِلُ فِي أَنْفَاسِكِ القَمَرَا مَا زَالَ عِقْدُكِ يُضْفِي فِي تَحَرُّكِهِ نَبْضَ الحَيَاةِ، تَمَاهَى فِيَّ مَا غَمَرَا يَا نَفْحَ جِيدٍ كَأَلْمَاسِ النَّدَى سِحْرُهُ وَوَجْهَ أُنْثَى ارْتَدَى عَيْنَيَّ إِذْ سَحَرَا وَوَهْجَ أُنْثَى يُخَالُ القَلْبُ مُضْطَرِبًا يَسْتَرْجِعُ العُمْرَ مِنْ عَيْنَيْكِ إِنْ حَضَرَا حَيْرَانُ أَدْرِي، وَيَدْرِي الحُبُّ بَابَكِ إِذْ فَتَحْتِهِ، هَامِسُ الأَشْوَاقِ... |
مساحتها اشتياقُ
علي مكي الشيخ - 09/11/2025م
|
|
مساحتها اشتياقُ على أرضٍ مساحتها اشتياقُ وطعمُ هواءِ ضحكتها عناقُ وساحلها.. حدودُ الغيبِ حتى نهاية ما يعتّقهُ المذاقُ مدائنها المجاز، وبعضُ شيءٍ من الوهم المبلل إذ يُراقُ خطوط الطول فيها.. معجزاتٌ.. وكلُّ زقاقِ قريتها بُراقُ وملْحُ ترابها.. ملَكٌ كريمٌ وسمرةُ طين سهرتها رفاقُ وأبوابُ المدينةِ، ليس فيها سوى ما لم يُرَ-خيلٌ عِتاقُ-.. يراودها.. المساءُ بكلِّ شوطٍ فيغرقُ في صبابتها السباقُ... |
السمات والأغراض في الأعمال الشعرية الكاملة للراحل سيد حسن السيد «أبو الرحي»
محمد الحميدي - 08/11/2025م
|
|
الغوص في مجاهل الثقافة المحلية واستخراج كنوزها من الشعر والنثر يشبه عمل المناجم، فالعامل في البحث والتحقيق؛ كعامل المنجم، يكتشف بعض العروق النابضة بالذهب أو المعادن الثمينة، التي تكون مطمورة بالكثير من أطنان التربة، بل ولربما اُضطر للحفر في الصخور القاسية لاستخراج قطعة ألماس أو جوهرة من جواهر الأحجار. هذا حال التراث المحلي، فكثير منه لا يقدر بثمن، ولا يمكن للعين أن تكتشف قيمته؛ إلا إذا كانت عيناً خبيرة بالكلمات، ومن... |
عصية
يسرى الزاير - 08/11/2025م
|
|
في حضرة الصمت خفية تعبث الثرثرة بعقلي. بعزلة عن مسامع البشر، وخلف ستار الوحدة أشيع في ساحة البوح فوضى عارمة من كلمات بربرية عصية على الفهم. غجرية النغم هي لذا تطرب لها نفسي، وتأنس بها مشاعري وإن سلب جل وقتي. كأنني في دنيا الشعر مجنونة انشر في الصحراء أشرعة المراكب، وأجدف الرمال بأصابعي مرتجية الإبحار لعوالم تسكنها أبجديتي الغريبة بترجمة المشاعر. متمردة أنا… مذ تكونت لغتي كسرت قيود الأبجدية، وصارت بعثرة الحروف عبثي وملجئي. ألا... |
للفرح والحزن
عقيل المسكين - 07/11/2025م
|
|
للفرح والحزن وللفرَحِ الجميلِ، وبعضِ حُزنٍ سوانحُ فِكرِيَ الولهانِ تترَى فمِنْ سَيهاتِ رُوحِيَ هبَّ بَوحٌ كمَا النَّسَمَاتِ إذْ جاوَرْنَ بَحْرَا ومَازَجَتِ الطَّبِيعةَ مِنْ مَرَاحٍ ونَخْلٍ عَانَقَ الأجوَاءَ حُرَّا لمجتمعٍ منَ الأخيارِ لبّتْ قوافِيْ الحُبِّ قدْ شابهْنَ دُرَّا هِي الضّادُ الكريمةُ خِدنُ مجدٍ تَجودُ بما يكنُّ القلبُ شِعرَا فمنْ مدحٍ يجيءُ لذاتِ خِلٍّ إلى حزْنٍ لِمَنْ قدْ زارَ قبرا هيَ الدّنيا منَ الأزمانٍ ظلٌّ يزولُ وموعِدُ الإنسانِ ”أُخرَى“... |
نُورُ البَقيع
عماد آل عبيدان - 06/11/2025م
|
|
نُورُ البَقيع يا ضياءً تهادى خلفَ سِناها يُومِضُ الدهرُ ما أضاعَ دُعاها أُغلِقَ البابُ، فانثنى الصبرُ آهًا حينَ صابَ الجدارَ مَسَّ ضياها أيُّ بابٍ لقي المواجيعَ صُبرًا وانحنتْ في ثراهِ روحُ تُقاها ذابتِ الروحُ في فِناءاتِ طهَ واحتواها الحنينُ حتّى طَواها كيفَ غابتْ؟ وهلْ تَغيبُ وجوهُ الـ كونِ عن فجرِها الذي قد أضاها يا لها من نجابةٍ في سُكونٍ تحتوي في الثرى ضياءَ خُطاها قد نسوا أنّها بقلبِ نبيٍّ وبهاءِ... |
جذر نور في طيبتي
أحمد رضا الزيلعي - 06/11/2025م
|
|
نص في مدح فخر الهواشم أم أبيها السيدة الحوراء زينب بنت أمير المؤمنين عليهما السلام.. أعرج في وسطه من على صهوة نص أخر لا أديب أريب فاضل () لأعود بعد ذلك عند تخوم الشعر لأعرج مرة أخرة على صهوة أبوذيتين لعميد القصيدة الحسينية () ليكون أليق ختام بزينب الكبرى وحزنها السرمدي بمكة أصل نورك شعَّ عصمة * وطيبة حضنها ختم الأئمةْ بها المختار أودع من حشاه * رفاتاً طاهراً وعبير ختمةْ عليها منَّ... |
الزَّهْرَاءُ
ناجي وهب الفرج - 06/11/2025م
|
|
الزَّهْرَاءُ هِيَ الطِّهْرُ سَادَ صَفَاءً نَقِيَّا هِيَ الْمِسْكُ طَابَ رِوَاءً نَدِيَّا فَيَا نَاشِدًا فِيْ مَدِيْحٍ تَعَلَّىْ وَزِدْ مِنْ ثَنَاءٍ بِرَكْزٍ جَلِيَّا فَلَا غَابَ مِنْهَا الضِّيَاءُ الرَّشِيْدُ عَلَىْ مَا بَنَتْهُ بِبُعْدٍ طَوِيَّا رَعَاهَا النَّبِيُّ بِفَيْضِ حَنَانٍ وَكَانَ لَهَا مِنْ حِزَامٍ كَفِيَّا أَيَا نَبْتَ طَهَ عَلِيْتِ مَكَانًا رَسِيْتِ عَلَيْهِ بِنِاءً عَلِيَّا فَأَنْتِ رِبَاطُ قِدَاسٍ بِجَعْلٍ وَأَنْتِ صِرَاطٌ هَدَانَا سَوِيَّا وَكِفْءُ عَلِيٍّ وَأُمُّ بَنِيْهِ نَثَرْتِ بِسَقْيٍ ثِمَارًا جَنِيَّا... |
حين يسأل الضوءُ عن نفسه
نازك الخنيزي - 06/11/2025م
|
|
حين يسأل الضوءُ عن نفسه من بينِ الشفاهِ العابرة، تولدُ الأسئلةُ كأطفالِ الضوء، تبحثُ عن بيتٍ في قلوبِنا. “كيفك أنت؟” جملةٌ صغيرةٌ تتسلّل كنسمةٍ في زحامِ العالم، لكنّها حين تلمسُ القلبَ تصيرُ نداءً يُعيد ترتيبَ الروح، تُوقظُ ما غفَا فينا من دفء، وتفتحُ نافذةً في جدارِ الوقت ليطلَّ وجهُ الإنسانِ من خلفِ ركامِه. ليست كلمةً تُقال، بل مرآةٌ للحياةِ حين تهمسُ: ما زلتَ هنا، رغمَ كلِّ ما مضى. يُجيبُ المتنبي بقلقٍ تحته ريح، ويتمتمُ بوكوفسكي بخيبته كاعترافٍ مؤجَّل، ويتكئُ كافكا على وحدتِه كعكّازٍ للنجاة، ويتنفّسُ بيسوا عزلةً... |
نازك الخنيزي: الكتابة كمرآة للرحمة والذاكرة
بكر إسماعيل الكوسوفي - 04/11/2025م
|
|
دراسة أكاديمية في السيرة والإبداع والتأثير الثقافي المقدمة العامة تمثّل التجربة الأدبية للشاعرة والكاتبة السعودية نازك الخنيزي نموذجًا واضحًا لتحوّل الكلمة من أداة تعبير فردي إلى فعلٍ إنساني مشترك يتقاطع فيه الجمال مع الواجب الأخلاقي. فقد استطاعت، عبر حضورها الثقافي وإنتاجها الشعري والقصصي، أن ترسم معالم رؤية عميقة ترى في الكتابة مسارًا للتداوي ومحرّكًا للوعي الجمعي. تنطلق هذه الدراسة من قراءة سيرتها في سياقها الثقافي والاجتماعي، للكشف عن الجذور الفكرية التي أسست... |
بعضُ نَفَسٍ من جُنوني
عماد آل عبيدان - 02/11/2025م
|
|
بعضُ نَفَسٍ من جُنوني وُلِدتُ من السكونِ على سكوني وناحَ الحرفُ يُخفي بينَ بيني أُساجلُ في المدى ظِلّي فأحنو على نفسي كأني من جُنوني وأبني من هشيمِ الوهمِ بيتًا يُقيمُ بظلّ صدقي كالمكينِ ... |
”ديلما“ أو أصداء من الماضي الغابر
هناء العوامي - 02/11/2025م
|
|
جزيرة تاروت، 1850 قبل الميلاد. ”أرجوكِ يا نجمة الصباح، احميهما.... أعيديهما إليَّ سالمين“، فكرت ”ديلما“ في ذلك بينما قادتها قدماها دون أن تشعر إلى معبد ”عشتاروت“، لا لتصلي، بل لترى البحر من أعلى موقع في المدينة، وكأنها تأمل أن ترى السفينة التي أخذتهما بعيدا عنها.. إلى مجان. لاحظت النقوش غير المكتملة على جدار المعبد الشرقي فارتجفت... هذه الأعمال التي لم تتم لأن النوخذة الذي كان يدفع أجور النَقّاشين غرِق في البحر... النقوش... |
مَودَّةٌ ورَحمَة
عقيل المسكين - 29/10/2025م
|
|
مَودَّةٌ ورَحمَة مهداة إلى جمعية «مودّة ورحمة»، بمناسبة اللقاء الودّي الذي تم مع بعض أعضاء الجمعية في مجلس الحاج/ الدكتور رضا بن أحمد بن تركي آل جراد، مساء يوم الأربعاء «ليلة الخميس» 07 جمادى الأولى 1447 ه، الموافق: 29 أكتوبر 2025 م، بمنزله الكائن بحي الخليج بمدينة سيهات، وذلك للتعرّف على أنشطة الجمعية وإسهاماتها المجتمعية المتميزة ودورها في تنمية وخدمة المجتمع. اصعَدْ بِأُسرتِكَ المَصُونةِ مُشفِقا وابغِ السَّعادَةَ بالصَّلاحِ؛ وبالتُّقى وارسُمْ بِعالَمِكَ الجَميلِ حدائقًا فيها اخضِرارُ... |
تحيَّةُ الأَجداد
حسين الخليفة - 25/10/2025م
|
|
تحيَّةُ الأَجداد كاسُ الطِّلى غَنَّتْ بِبَهْو الناديْ وأَدارَ جَامَ المنتَدِينَ فُؤادي فيهَا أَرى الأَحفَادَ رغوةَ روحِها والقَاعَ كنزَ ثُمالةِ الأَجدادِ وأرى الزمانَ إذا تباعدَ شأْوُهُ عن شأْوِهِ أَسمى مِنَ الأَبعادِ فزِمامُ هذا الوقتِ ليس بمُمسكٍ تأْريخَهُ مُتصيِّدُ الآمادِ ولَكمْ يَظنُّ الظنَّ غّرٌ لم يحزْ بظنونِهِ إلا سرابَ الصادي ولقد يشيخُ على الجهالةِ واهمٌ أَخَذَ الحقيقةَ مِنْ جَنَانِ وِجَادي وإذا تساوى السنُّ معنىً فالذي يكسو بِقاعَ الطودِ يكسو الوادي أَنا هاهنا لا أدّعيها حكمةً عجماءَ يُعربُها لسانُ مدادي لكنَّني قد جئتُ أقرأُ خافقي فيكمْ وأَسمعُ صوتَ قِسِّ إيادِ أنتمْ هديرُ... |
رسالةٌ لم تُرسَل
عماد آل عبيدان - 25/10/2025م
|
|
لم أكتبها لأُرسِلها، بل لأُخفّف عن الذاكرةِ عبءَ صمتٍ طال. فالعاشقُ حين يفقدُ طريقَ النداء، يبدأ بالكتابةِ كي يسمعَ نفسه. كلُّ شيءٍ من حولي يذكّرك — حتى الأبوابُ التي كنتَ تمرّ بها بلا صوت، حتى المقهى الذي لم نذهب إليه يومًا، لكنه يعرفُنا كما لو كُنّا نرتاده منذ قرن. يحدثُ أحيانًا أن أُمسكَ القلمَ كما أمسكتَ يدي أوّلَ مرّة، فأشعرُ أن الحبرَ يخافُ أن يفضحَ ارتجافي. ليس الغيابُ ما يؤلم، بل اعتيادُه. تبدأ الأيامُ بملءِ الفراغِ بكلماتٍ... |
وردة قاومت العاصفة
عبد الباري الدخيل - 22/10/2025م
|
|
إلى الملهمة الدكتورة عبير المهدي في مساءٍ هادئ، جلست عبير أمام نافذتها، والمدينة تذوب في أضواء المساء، كأنها تستمع لصوتٍ لا يسمعه سواها، صوتٌ خافت يهمس في أعماقها: ما زلتِ هنا، ما زالت تتنفسين الحياة، بكل ما فيها من وجعٍ وأمل. كانت تستعيد شريط رحلتها الطويلة مع الألم والحزن والتعب، رحلة بدأت بزلزالٍ وانتهت بإيمانٍ راسخ. بدأت الحكاية في عام 2018، حين تسللت الصدمة إلى يومٍ عادي من أيامها.. كانت غارقة في دراستها،... |
العاشِقونَ
عماد آل عبيدان - 20/10/2025م
|
|
العاشِقونَ أنفاسٌ من نارٍ على مِذبحِ الهوى العاشِقونَ الهائِمونَ تَوَجَّعُوا حَتّى يَظَلَّ الحُبُّ مَعْنًى يُسْحِرُ وَالذّاكِرونَ الحُبَّ كُلَّ هُنَيْهَةٍ فَتَنوا قُلوبَ الشَّوْقِ حتّى أَسْكَروا وَالسّابِقونَ، السّابِقونَ، «فَضُمَّنِي» نارًا بِصَدْرِ العِشْقِ، حَتّى أُسْجِرُوا يا عاشِقَ الأَرْواحِ، خُذْنِي نَشْوَةً تَهْفُو المَدَى، وَتُذِيبُ ما لا يُذْكَرُ هَبْنِي احْتِراقَ الحَرْفِ فِي وَقْدِ الجَوَى فَالشِّعْرُ نارٌ، وَالمَحَبَّةُ مِحْضَرُ قَدْ ضاعَ مِنْ وَجْدِي انْضِباطُ تَعَقُّلٍ فالعَقْلُ إِنْ هامَ الهَوَى يُسْتَغْفَرُ هَبْ زَهْرَةَ النِّسْيانِ قَدْ سَكَنَتْ دَمِي نامَتْ... |
صوت الصمت
نازك الخنيزي - 20/10/2025م
|
|
صوت الصمت في البدء، لم تكن الكلمة… كان الصمت. اتساعٌ غامض خرجت من أعماقه الأصوات والمعاني، ومن سكونه تشكّل الوعيُ الأول كوميضٍ في رحم الغياب. هناك وُلدت دهشتنا الأولى، وتفتّحت الرؤية على سرّ الوجود، كأنّ الكون كلَّه يهمس بأن الحقيقة لا تُقال، بل تُصغى. ومنذ تلك اللحظة، بدأنا نبحث عن ذواتنا في صدى ما لا يُقال، نصغي إلى ما وراء اللغة، حيث تسكن أرواح الأشياء في سكونها العميق. كُنّا نرى الثِّقل في خطواتٍ تقودنا إلى المدرسة في صباحٍ... |
مَا بعدَ النِّهَاية/ مُلحَق وفهرَس الشَّخصِيات
هناء العوامي - 19/10/2025م
|
|
شش تُحَلِّق عائِدة إلى الوطن في مركبتها الفضائية بسرعة تكاد تقترب من سرعة الضوء. معها طاقم صغير جِداً، وعَيِّنات بشرية من الكواكب الثلاثة المأهولة في المجموعة الشمسية، منهم ماجد، أبو أمجاد، والتي شَعرت بفراغ بِداخلها حين وجدتها قد ماتت، كانت تفكر كم أنه لم يكن من الحكمة اصطحابه، خاصة وأن ابنته الأصغر سناً والأكثر لياقة لم تتحمل الرحلة، كان قراراً عاطفيا قد يكلفه حياته، لكن أحداً في كوكبها لن يفطن إلى... |
تراتيل الرماد
نازك الخنيزي - 19/10/2025م
|
|
تراتيل الرماد ـ أ ـ قمرٌ أعمى يتلمّسُ وجهَه على زجاجِ الغيم، يسألُ ظلَّه عن شكلِ الليل، فيجيبهُ ارتجافُ الماء: العتمةُ وجهٌ آخرُ للنور. ـ ب ـ ريحٌ تُدرّبُ خطواتِها على طريقٍ نسيَ ظلالَه، تجرُّ وراءها أسماءَ العابرين كأنّها خيوطُ ندمٍ لم تُغسل بعد، وتُعلّقها على جدرانِ الغياب كأنّها تعويذةٌ للذاكرة. ـ ج ـ أجنحةٌ مهشّمةٌ تتعلّمُ الطيرانَ في مقبرةِ الضوء، تنهضُ من رمادِها، لتعرفَ شكلَ الجرحِ حين يشفى. ـ د ـ أيةُ مياهٍ هذه؟ تجري ولا تبلُّ الظمأ، تحملُ وجوهًا ذائبةً تبحثُ عن عطشٍ يشبهُها، وعن نهرٍ ما زال وفيًّا لمجراه. ـ هـ ـ صوتٌ يذوبُ... |
شُرُوقٌ مِن وَجَع
عماد آل عبيدان - 15/10/2025م
|
|
شُرُوقٌ مِن وَجَع إلى التي أشرقتْ مِن وجعٍ قمرًا تُعلِّمُ الليلَ أن يُصغي نواصيها تمدُّ كفَّ النوى حتّى أؤوِّلُها وتزرعُ الحُلمَ في أنفاسِ واديها تهدهدُ الريحَ لا الإيقاظُ يطلبها وتسقي الوقتَ أنفاسي سواقيها تغفو وتُطلِقُ أنغامًا بلهفتها كأنّها النورُ والأشواقُ ناديها مِن أيِّ نهرٍ من الأسرارِ جئتِ مَعي؟ حتى تفيضَ الرؤى سِحرًا يناغيها أأسألُ الفجرَ هل يلقاكِ موعدُهُ؟ فيبسمُ الشوقُ في عينيكِ يُحييها إذا افترقنا يظلّ الضوءُ يتبعُني كأنَّهُ القلبُ... |
حافيةَ القَدَمَيْنِ
نجفيه حماده - 15/10/2025م
|
|
أَسْدَلَتْ سِتارَ رِحلتِها مُعلِنَةً سَرِقَةَ كُلِّ السَّعادَةِ وبَقايا أَحْلامِها، خَسِرَتْ في آخِرِ مَعارِكِها وما تَبَقّى مِن قُوَّتِها، رَكِبَتْ سَيّارَتَها تَسيرُ على غَيرِ هُدىً، ودموعُها تَنْهَمِرُ وأَفكارُها مُبَعْثَرَةٌ. أَوْقَفَتْ سَيّارَتَها، وإذا بها تَرى زُرْقَةَ البَحرِ مِن بَعيدٍ، نَزَلَتْ تَتَرَنَّحُ في خُطُواتِها مُثْقَلَةَ الرُّوحِ، مُنْحَنِيَةَ الظَّهْرِ، أَنْفاسُها المُتَقَطِّعَةُ تَنْهَشُ في خَلَجاتِها، ولا تَعْلَمُ كيفَ جَلَسَتْ على رِمالِ الشاطِئِ. رُؤْيَتُها الضَّبابِيَّةُ لم تُرِها زُرْقَةَ الماءِ، وكأنَّ بينَها وبينَ العالَمِ صُنْدوقًا زُجاجِيًّا مَتينًا. أَسْبَلَتْ أَجْفانَها قَليلًا... |
تقريظ كتاب «ما بين العواصف والرمال»
عقيل المسكين - 14/10/2025م
|
|
تقريظ باكورة أعمال الشاب الناشئ حسن بن محمد الرميح، كتاب «ما بين العواصف والرمال». سِفرٌ أتَى «بينَ العواصِفِ والرّمالْ» أفكارَ ذِهنٍ هائمٍ عَشِقَ الجَمَالْ يختارُ مِنْ بينِ الطبيعةِ جذوةً فيها السناءُ مُجنَّحٌ مثل الخيَالْ ويغازِلُ الآفاقَ شبهَ حكايةٍ مِنْ شهرزادٍ آنَسَتْ حُلوَ الوِصَالْ يستنطِقُ الدُّنيا بأحرُفِ رِيشةٍ تُسقَى المِداد بكوثَرٍ فيهِ الجلالْ ومنَ الغديرِ حلاوةٌ تَسمو بها لُغةُ البيانِ بلاغةً تُحيي الرِّجَالْ «حَسَنٌ» وأنتَ بِكُلِّ حُسْنٍ كاتِبٌ يحدُوكَ مِنْ أمَلِ العُلا وهَجُ السُّؤالْ والنّبضُ أجوبةٌ تلألأ جَرسُها بينَ السُّطورِ يَزينُها السّحرُ الحَلالْ أدَبُ التأمُّلِ والخَواطِرِ... |
الفِينِيقُ المُحلّق
عقيل المسكين - 12/10/2025م
|
|
الفِينِيقُ المُحلّق للشاعر عبد العزيز شبين.. الشاعر الجزائري المغترب بقيثارته الهوميروسية في بلاد الضباب ”عبدُ العزيزِ“ وعِزُّ شِعرِكَ ذَاعَا مَدَّ البَيانَ ومجَّدَ الإبدَاعَا ما زِلتَ تكتبَ نبضَ قلبِكَ في المَدَى ومَدَاكَ يُبحِرُ في العَلاءِ شِرَاعَا ودَواتُكَ النّوراءُ تُزهِرُ أنهُرًا ... |
قلق الخطى وسؤال الوجود مقاربة فلسفية في عوالم حسن البطران السردية
آمال بوحرب - 11/10/2025م
|
|
تُعد القصة القصيرة واحدة من أبرز الأجناس الأدبية الحديثة التي استطاعت التعبير عن صراعات الإنسان المعاصر، وتعكس من خلال لغتها المختصرة والمكثفة قضايا الوجود والذات والآخر. تكتسب القصة القصيرة أهميتها من قدرتها على تحقيق لحظة فنية مركزة وشديدة الدلالة، ما يجعلها نوعاً سردياً يلتقط الوميض ويحول اللحظة العابرة إلى حدث دلالي قائم بذاته كما تمثّل القصة فضاءً للتجريب والتجديد في اللغة والأسلوب، حيث تتحول الأحداث اليومية والأشخاص العاديون إلى علامات سيميائية... |
تقريظ منظوم لقصة «رسالة من السماء» للأديبة الكاتبة آسيا آل عمران
عقيل المسكين - 11/10/2025م
|
|
تقريظ منظوم لقصة «رسالة من السماء» للأديبة الكاتبة آسيا آل عمران «آسيا» تخطُّ منهجًا كمالدُّرَرْ بقصّةٍ جميلةٍ فيها العِبَرْ «رسالةٌ مِنَ السماءِ» تبرزُ إبداعَ سردٍ بالبيانِ يُنجزُ مُدهِشَةٌ أحداثُها مُرتَّبَةْ مُصاغَةٌ في هيئةٍ مُهذَّبَةْ فيها منَ الفوائدِ الكثيرةِ عنْ مِحنةٍ كبيرةٍ خطيرةِ كيفَ يكونُ الحلَّ حلاًّ ناجحا؟ والقلبُ يبقَى بالهناءِ رابِحا شيءٌ مِنَ الإلهامِ يدعو لِلأمَلْ هيَّا نمارِسُ النُّهوضَ بالعجَلْ واليأسُ قيدٌ مُحكَمٌ مُكَبِّلُ يسوقُنا للعَجزِ ثمَّ يقتُلُ والخيرُ كُلُّ الخيرِ في التَّصدُّقِ يضيءُ مثلُ الشّمسِ عِندَ المشرِقِ يعودُ للإنسانِ توفِيقًا يُرَى بِعينِ قلبٍ جاءَهُ مُدبَّرا واللهُ يُجزي مُحسِنًا... |
قَفْرُ الدِّيارِ
ناجي وهب الفرج - 10/10/2025م
|
|
قَفْرُ الدِّيارِ عَزَمْتُ الرَّحِيْلَ لِمَاضٍ حَوَانَا وَطِرْتُ عَلَيْهِ غَدَاةَ صِبَانَا فَإِنْ مَا جَفَانَا حَبِيْبٌ يُدَاوِيْ عَلَتْنَا الْهُمُومُ بِكَلْفٍ كَفَانَا ذَكَرْتُ عَلَيْهِ شُمُوْخًا بِعَالٍ بِدَارٍ حَوَتْنَا تَفِيْضُ حَنَانَا بِهَا مِنْ حُمَاةٍ وَقَوْنَا بِدِفءٍ إِلَى أَنْ كَبُرْنَا حَبَوْنَا أَمَانَا تَزُوْلُ الصِّعَابُ بِرَأَيٍ حَصَيْفٍ إِذَا مَا عَرَتْنَا بِعَوْزٍ غَثَانَا بِجُنْحِ الظَّلَامِ نَلُوْذُ بقَبْسٍ يُنِيْرُ لَنَا مِنْ ضِيَاءٍ حَمَانَا وَنَصْحُو قُبَيْلَ الشُّرُوْقِ بِجَدٍّ نُسَارِعُ فِيْهِ لِدَرْبٍ مَشَانَا وَنَمْضِيْ إِلَى مَا سَدَاهُ بِقَسْمٍ نُزِيْلُ لَنَا مِنْ شُحُوْبٍ عَرَانَا نَحِنُّ... |
صَهِيْلُ الفَوَارِسِ
مطران العياشي - 09/10/2025م
|
|
صَهِيْلُ الفَوَارِسِ سَيْفٌ وَنَخْلٌ بَاسِقٌ وَخُيُوْلُ وَمَلَاحِمٌ فِي الخَافِقَيْنِ تَهُوْلُ سِفْرٌ مِنَ الأَجْدَادِ خَطَّ سُطُوْرَهُ شُوْسُ الرِّجَالِ جَهَابِذٌ وَرَعِيْلُ هِيَ دَوْلَةُ التَّوْحِيْدِ أَسَّسَ عَمْدَهَا آلُ السُّعُوْدِ وَفَضْلُهُمْ مَوْصُوْلُ مَلَكُوْا قُلُوْبَ الشَّعْبِ حُبًّا غَامِرًا وَلَهُمْ بِذَلِكَ حُظْوَةً وَقَبُوْلُ لَيْثُ العُرُوْبَةِ رَمْزُ كُلِّ بَسَالَةٍ عَبْدُ العَزِيْزِ الصَّارِمُ المَسْلُوْلُ صَقْرٌ عَلَىْ الجَوْزَاءِ أَفْرَدَ حُلْمَهُ وَالعَزْمُ يَخْبُوْ دُوْنَهُ المَجْهُوْلُ فَلَئِنْ عَثَا فَوْقَ الإِرَادَةِ عَاصِفُ لَا بُدَّ يَوْمًا لِلْطُمُوْحِ وُصُوْلُ مَاضٍ لَهُ لَمْعُ البَوَارِقِ يَنْتَشِيْ شَرَفًا يُسَطِّرُ لَحْنَهُ أَيْلُوْلُ فَرَشَ الضِّيَاءَ عَلَىْ الوُجُوْدِ مُجَلِّيًا وَتَنَزَّلَتْ فَوْقَ الظَّلَامِ سُدُوْلُ حُلُمٌ تَخَطَّى المُعْجِزَاتِ بِهِمَّةٍ وَصَدَاهُ فِي ذِهْنِ... |
وَلِي قَمَرٌ
عماد آل عبيدان - 08/10/2025م
|
|
تأمُّلٌ في النُّورِ الَّذي يَسْكُنُ الإِنسَانَ في القلب نور يقيم كأنَّهُ وعد السكينة، يستيقظ كلما ضاق الطريق فيستوي على مداه، ويغسل الهمس من حنايا الصمتِ حتى يُزهر الإحساس. هو قمر الروح، إشراقها إذا ابتسمت من داخلها، وحينَ يلتقي الإنسان بضيائه، يولد الشعر من سكون يُضيء. ... |
مِسك الخِتـَام
هناء العوامي - 05/10/2025م
|
|
اسمي مسك، بالأمس حضرت عرس بنت خالتي حيث سمِعت أن متحف المدينة الذي تحوم حوله كثير من الشائعات سوف يتم إقفاله، وبالتالي فقد قررت أن أذهب لزيارته. منذ مدة طويلة وأنا أنتوي تلك الزيارة، لكنني بقيت أؤجلها ثم أؤجل وأؤجل حتى نسيت تقريباً نيتي لتلك الزيارة. أريد التحقق من ما يقال عن أحداث غريبة وربما مرعبة حدثت لبعض زوار المتحف. نعم؟ كيف كان عرس بنت خالتي؟ من الواضح أنني أريد الكلام عن المتحف... |
خَيرُك في القُلوب
عقيل المسكين - 03/10/2025م
|
|
خَيرُك في القُلوب مهداةٌ للوجيه الدكتور عبد الله بن علي السيهاتي ”حفظه الله“ في 21 سبتمبر الماضي تفاجأت باتّصالٍ من الوجيه الدكتور عبد الله السيهاتي ”حفظه الله“ وأنا أرقد على السرير الأبيض في مركز البرج الطبي بالدمام؛ وذلك لتلقي علاج القدم السكرية، وتفاجأ بأنني في هذه الحالة، فما كان منه إلا أن قام بزيارتي في اليوم التالي للاطمئنان على صحتي، فأكبرت فيه هذا الخُلق الرّفيع والأدب الجميل، وقد ارتجلت الأبيات الأربعة الأولى... |
تتأجّلُ اللحظاتُ
علي مكي الشيخ - 03/10/2025م
|
|
تتأجّلُ اللحظاتُ للظلِّ.. ذاكرةُ الكلام الممتعةْ والنفسُ تعشقُ نفسها المتمنعةْ كلُّ الأماكنِ ترتديكَ ملامحًا فاعبرْ مجازَ الوحي واعبرني معهْ تتأجّلُ اللحظات.. عند دخولها فينا، وبعضُ الشوق يسرقُ موضعَهْ يا آخرَ الكلماتِ فوقَ شفاهنا رتّبْ صهيل الغيبِ، صمتُكَ أوجعَهْ صوتٌ، ثلاثيُّ السماتِ مفصّلٌ بأناقةِ اللاوعيِ عادَ لتسمعَهْ كروائحِ المعنى، نرتّبُ حُلْمنا أبدًا يبعثرهُ الهوى كي نجمعَهْ وعدٌ، وذاكرةٌ، ولحنٌ ماكرٌ وفمٌ، تغافلُهُ الصبابة مولعَهْ كي ندخلَ الإيقاعَ خارجَ عزْفِهِ لا بدّ من وترٍ، يخونُ تطبّعَهْ نبني.. على النسيانِ فكرةَ صمتنا والصمتُ، كذبةُ شاعرٍ متصنّعَةْ ما لم يقلْهُ الليلُ، عند لقائنا.. كحقيبةٍ... |
الشّك الأخير
هناء العوامي - 02/10/2025م
|
|
تقول سارة: أنا أسكن بالقرب من البحر، نسميه بحراً.. وما هو إلا بحيرة كبيرة، أكبر بحيرات ما يعرف بحزام يوروأفريقيا... حيث أن هذه البحيرات مع شكل اليابسة تبدو من الجو كحزام أنيق حول خصر امرأة.. بجانب بيتي يقع بيت جاري المحامي مازن وزوجته عبير، وابنتهما الصغيرة منال.. منال طفلة جميلة في العاشرة، لكن قامتها تماثل طفلة في الثامنة، عادي! بعض الأطفال هكذا، المهم أنها ذكية ومتفوقة في دراستها، وأحيانا تشعر حين تسمعها... |
من مأمنِ في الروح
حبيب المعاتيق - 02/10/2025م
|
|
من مأمنِ في الروح منْ أَيْنَ أَرْسَلَكَ الغَرَامُ تُرَى إِلَيّْ فَمَشَيْتَ مِنْ رَأْسِي لِآخِرِ أَخْمُصَي وَمَلَأْتَنِي حَتَّى أُحِسَّكَ دَاخِلِي تَلْهُو كَمَا يَلْهُو الصَّبِيُّ بِكُلِّ شَيْ مِنْ مَأْمَنٍ فِي الرُّوحِ كُنْتَ خَتَلْتَنِي وَسَرَقْتَ مِفْتَاحَ الأَضَالِعِ مِنْ يَدَيْ ... |
بين الخيمة والممشى: قراءة في الأنوثة والمتخيل السردي عند حسن البطران
مها المسلمي - 01/10/2025م
|
|
يُعَدّ حسن البطران من الأصوات السّرديّة العربيّة الّتي تتجاوز حدود الواقع المادي لترسم فضاءات نفسيّة معقدة. ففي مجموعتيه ”وأجري خلف خولة“ و”أمشي وبجواري تمشي سلمى“، لا يكتفي الكاتب بالسّرد التقليديّ، بل يبني عالمًا رمزيًّا قائمًا على بنية هندسيّة محكمة. هذه البنية تُفضي إلى كشف عميق عن العقد النفسيّة للمرأة التي تُمثّل هنا انعكاسًا للذات والوعي الجمعي. إنّ دراسة هاتين المجموعتين تظهر تقابلًا فريدًا بين ”الخيمة“ كفضاء للماضي، و”الممشى“ كرحلة في... |
الشَّقراء
هناء العوامي - 27/09/2025م
|
|
تقول روزا: مرت سنتان ونصف على زواج فاطمة من حيدر.. مرت ثلاث سنين منذ عُثِر على حيدر مصابا بكدمات متفرقة في أنحاء جسمه على بعد عدة أميال من بئر الزمكان إياه... كانت فاطمة وتسنيم قررتا المغامرة بالذهاب للبحث عنه، باستخدام منظار مكبر لكي يتفحصا المنطقة عن بعد وأن لا تجازفا بالاقتراب أكثر من اللازم، المشكلة هنا هي أنهما لا تعرفان ما هي المسافة الآمنة من البئر، لكنهما ذهبتا على كل حال.. وجدتا حيدر... |







