آخر تحديث: 13 / 12 / 2025م - 12:11 ص

ولادةُ الاتّساق

عماد آل عبيدان

ولادةُ الاتّساق

هِـيَ رَحْمَةٌ، هِيَ فَاطِمٌ، هِيَ أَحْمَدُ
تَسْقِي الأَنَامَ عَطَاءَهَا وَتُمَهِّدُ

تَهَبُ الحَيَاةَ مِنَ الجِنَانِ نَضَارَةً
تَسْتَشْرِفُ الآفَاقُ فِيهَا وَتَصْعَدُ

تَهَبُ الوُجُودَ هِدَايَةً بِكَمَالِهَا
وَبِطُهْرِهَا يَرْقَى المَسَارُ وَيَرْفُدُ

هِـيَ نَبْعُ هَذَا الخَلْقِ، مَوْطِنُ خَيْرِهِ
وَبِسِرِّهَا فِي العَاشِقِينَ تَعَبُّدُ

هِـيَ رَحْمَةٌ تُحْيِي القُلُوبَ إِلَى العُلَا
وَبِحُسْنِهَا يَسْتَلْهِمُ المُتَوَقِّدُ

تَهَبُ الحَيَاةَ مِنَ اليَقِينِ مَنَازِلًا
فَتَصِيرُ فِي مَدِّ المَقَامِ فَنَصْعَدُ

فَيَفِيضُ وِجْدَانُ الوَلاءِ بِنَهْجِهَا
وَبِطُهْرِهَا القُدْسِيِّ يَرْقَى المَشْهَدُ

هِـيَ كُلُّ هَذَا الخَلْقِ، مَرْفَأُ أَمْنِهِ
قُرْآنُ طه? وَالسَّبِيلُ مُخَلَّدُ

وَبِقُرْبِهَا النِّيرَانُ لَا نَعْرِفُهَا
تُلغَى مِنَ القَامُوسِ وَهْيَ تُبَدَّدُ

بِمَقَامِهَا عِندَ الإِلَـهِ تَسُوقُنَا
فِرْدَوْسُ خُلْدٍ لِلوَلَاءِ نُخَلِّدُ

زَهْرَاءُ لِلإِنسَانِ وَحْيُ شَفَاعَةٍ
إِذْ كَادَ تَغْسِلُهُ الطُّرُوقُ وَتَشْرُدُ

هِـيَ مَنْ بِهَا اكْتَمَلَ المَقَامُ وَعَادَ فِي
وَجْهِ الوُجُودِ جَلَالُهُ يَتَوَهَّدُ

مِيلَادُهَا اتَّسَقَ الزَّمَانُ لِنَفْسِهِ
وَتَمَازَجَتْ فِي حُبِّهَا مَا يُحْمَدُ

فَتَزَيَّنَتْ أَيَّامُنَا مِيلَادَهَا
فَرَحًا وَعِشْقًا وَالوَلاءُ يُجَدَّدُ