ماذا يخفي مروجو تحليل الشعر خلف وصفات الفيتامينات الجاهزة للفتيات؟
حذر عالم أبحاث المسرطنات، الدكتور فهد الخضيري، من انسياق الفتيات والمراهقات خلف ”أوهام طبية“ تروج لتحليل الشعر كأداة للكشف عن نقص الفيتامينات والمعادن.
ووصف هذه الممارسات بأنها تجارة خادعة تفتقر لأي سند علمي، ولا تعدو كونها استغلالًا لجيوب الباحثين عن الصحة عبر نتائج غير دقيقة.
ودحض الخضيري المزاعم المنتشرة حول جدوى تحليل الشعر لتشخيص الحالات الصحية الغذائية، مؤكدًا أن هذا النوع من التحاليل لا يُعتد به طبيًا إلا في نطاقات ضيقة جدًا تتعلق بالطب الشرعي والجنائي، كالكشف عن تعاطي المخدرات أو السموم عند تعذر وجود عينات الدم.
وكشف عن وقوع شريحة واسعة من الفتيات ضحية لحملات تسويقية مضللة تقودها ممارسات غير مهنية، تهدف إلى إيهامهن بقدرة خصلات الشعر على رصد الاختلالات الهرمونية أو النقص الغذائي بدقة، وهو ما يخالف الإجماع العلمي العالمي.
واستند الخضيري في تحذيره الشديد إلى نتائج دراستين علميتين أثبتتا بشكل قاطع أن مخرجات تحليل الشعر في سياق الفيتامينات هي مجرد ”بيانات مزيفة“ لا تمت للعلم بصلة، وتستخدم فقط كمدخل لبيع المكملات الغذائية.
وأوضح أن القائمين على هذه الفحوصات يتبعون نمطًا مكررًا ينتهي دائمًا بتوصية المريض بتناول مجموعة فيتامينات ومعادن عامة وشائعة، وهي وصفات يمكن تقديمها تلقائيًا لأي شخص يشكو من تساقط الشعر أو اضطرابات الهضم دون الحاجة لأي تحليل.
وشدد الدكتور الخضيري على أن تحليل الدم يظل ”المعيار الذهبي“ والوحيد المعتمد دقيقًا للكشف عن مستويات الفيتامينات والمعادن في الجسم، أو رصد أي خلل وظيفي يستدعي التدخل الطبي الحقيقي.
ودعا الخضيري الجهات المعنية والمجتمع إلى التكاتف للتصدي لأساليب التضليل التي تستغل القصور المعرفي لدى بعض المراهقات وحاجتهن للعلاج، مشددًا على ضرورة استقاء المعلومات الطبية من مصادرها الموثوقة بعيدًا عن التجارة بصحة الإنسان.













