آخر تحديث: 14 / 12 / 2025م - 11:08 م

عاصفة شمسية قوية تضرب الأرض اليوم.. وتطمينات بشأن شبكات المملكة

جهات الإخبارية

تتجه أنظار مراكز الطقس الفضائي العالمية، اليوم الثلاثاء 9 ديسمبر 2025، لرصد وصول عاصفة جيومغناطيسية قوية من الدرجة G3، من المتوقع أن تضرب المجال المغناطيسي للأرض خلال الساعات القادمة.

وتأتي هذه العاصفة نتيجة انبعاث كتلي إكليلي ضخم اندفع من الشمس قبل أيام، وسط ترقب لتأثيراته المحتملة على الأنظمة التقنية وشبكات الطاقة عالمياً.

وأرجع المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، سبب هذا الاضطراب الفضائي إلى توهج شمسي قوي من الفئة M8.1، انطلق من البقعة الشمسية رقم 4299 في السادس من ديسمبر الجاري.

وتشير تقديرات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي ”NOAA“ إلى أن الانبعاث يتجه في مسار مباشر نحو كوكبنا، مما يرفع احتمالية حدوث اضطرابات ملموسة في الغلاف المغناطيسي.

وتكمن أهمية هذه العاصفة في انطلاق الانبعاث الشمسي من منطقة مواجهة للأرض مباشرة، مما يجعل تأثيره أكثر تركيزاً وقوة.

ويؤدي اصطدام الانبعاث الإكليلي بالغلاف المغناطيسي عادةً إلى زيادة حادة في سرعة وكثافة الرياح الشمسية، ما يولد ضغطاً هائلاً على الدرع المغناطيسي للأرض ويطلق سلسلة التفاعلات المعروفة بالعاصفة الجيومغناطيسية.

وتشير البيانات العلمية إلى أن العاصفة قد تُحدث تقلبات في التيار الكهربائي داخل خطوط الشبكات الطويلة حول العالم، مع احتمالية حدوث اضطرابات مؤقتة في الأحمال الكهربائية.

ويُتوقع أن تطال التأثيرات أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية والاتصالات الراديوية، خاصة تلك التي تعتمد على نطاقات التردد العالية، مع توسع نطاق رؤية الشفق القطبي لخطوط عرض غير معتادة.

وعلى الصعيد المحلي، أكدت التقديرات العلمية أن المملكة العربية السعودية والدول العربية تقع خارج نطاق التأثير المباشر والخطير للعاصفة.

ولن يتمكن سكان المنطقة من رصد الشفق القطبي، حيث يقتصر ظهوره في مثل هذه الحالات على خطوط العرض العليا القريبة من القطبين.

وفيما يخص البنية التحتية، أوضحت التقديرات أن شبكات الكهرباء في السعودية والمنطقة العربية في مأمن تام من أي أضرار، نظراً لتركز تأثير العواصف الجيومغناطيسية الشديدة قرب الأقطاب، حيث تكون الأرضيات الجيولوجية هناك أكثر استجابة للتيارات الأرضية المحفزة.

وقد تنحصر التأثيرات المحلية المحتملة في تشويشات طفيفة ومحدودة قد تواجهها موجات الراديو عالية التردد المستخدمة في الملاحة الجوية والاتصالات البحرية.

كما لا يُستبعد حدوث انحرافات بسيطة ومؤقتة في دقة إشارات أنظمة تحديد المواقع العالمية ”GPS“ خلال ذروة العاصفة.

وتعد هذه الظاهرة تذكيراً حيوياً بمدى اعتماد الأنظمة التكنولوجية الحديثة، من كهرباء واتصالات، على استقرار الطقس الفضائي وديناميكية النشاط الشمسي. وتستغل الجهات العلمية هذا الحدث لتقييم جاهزية البنية التحتية التقنية، تزامناً مع تزايد النشاط الشمسي واقتراب الدورة الشمسية من ذروتها.