خبير علم جريمة: انتبهوا.. ألعاب أطفالكم قد تقودهم للسجون مستقبلاً
قرع أستاذ علم الاجتماع والجريمة، أ. د. عبدالرحمن بدوي، أجراس الخطر بشأن تداعيات الإفراط في الألعاب الإلكترونية.
وحذر من أن الانغماس غير الموجه فيها قد لا يتوقف عند حدود التسلية، بل قد يشكل بداية لانحراف سلوكي خطير يقود الأطفال تدريجياً نحو عالم الجريمة، داعياً الأسر إلى اليقظة لرصد المؤشرات النفسية المبكرة.
وأوضح بدوي، أن العزلة المفاجئة والانطواء، وظهور تغيرات حادة في الحالة النفسية للطفل، تمثل إشارات حمراء لا يجب تجاهلها، كونها تعكس تأثيراً سلبياً عميقاً قد تمارسه هذه الألعاب على تكوين شخصية الطفل وتوجهاته السلوكية.
وحدد الأكاديمي المختص معياراً زمنياً لقياس الخطر، مشيراً إلى أن استمرار السلوك العدواني لدى الطفل لمدة أسبوعين متواصلين أو أكثر يعد مؤشراً حاسماً يستدعي التدخل التربوي والنفسي الفوري، لقطع الطريق أمام تطور هذه العدوانية وتحولها إلى أنماط إجرامية ثابتة يصعب علاجها مستقبلاً.
ولم يغفل بدوي دور الكبار في هذه المعادلة، مؤكداً أن إدمان الآباء والأمهات على وسائل التواصل الاجتماعي ساهم في تعميق الأزمة، حيث تسبب انشغالهم الدائم بالشاشات في خلق فجوة عاطفية داخل الأسرة، وإحداث اضطراب في التفاعل الطبيعي المطلوب لتقويم سلوك الأبناء ومتابعتهم.
وشدد على ضرورة المعالجة الواعية عبر التوجيه التربوي الصحيح، وإعادة الدفء للعلاقات الأسرية المباشرة بعيداً عن العالم الافتراضي، لضمان نشأة سوية للأطفال وحمايتهم من الانزلاق في مسارات سلوكية تهدد مستقبلهم وأمن المجتمع.













