آخر تحديث: 14 / 12 / 2025م - 11:08 م

بعد غياب 12 عاماً.. فنان سعودي يعود للمسرح بمرض غريب

جهات الإخبارية تصوير: حسن الخلف - الدمام

سجل المسرحي السعودي مساعد الزهراني عودة لافتة إلى خشبة المسرح ممثلاً بعد انقطاع دام 12 عاماً، مختاراً مهرجان الدمام للمونودراما ليكون بوابة رجوعه عبر عمل مسرحي يعالج حالة ”النوستالجيا“ المرضية، من تأليف الكاتب صالح زمانان وإخراج عبد العزيز عسيري.

وجاء قرار الزهراني بالعودة إلى التمثيل بعد تفرغه التام وتقاعده عن العمل الوظيفي، حيث وجد في نفسه الجاهزية النفسية والبدنية لخوض غمار التجربة مجدداً، مستجيباً لرسائل ومحفزات المخرج عسيري الذي شجعه على كسر الصمت الفني الطويل.

ويرتكز العرض المسرحي على تشخيص حالة إنسانية تعيش في الماضي وتتلذذ بآلام الذكرى، حيث يجسد البطل شخصية مصابة بـ ”النوستالجيا“ ترفض الواقع وتتمسك بتفاصيل حياتها السابقة وحنينها الجارف للأم، وهو ما تطلب أداءً شعورياً معقداً.

واعترف الزهراني بأن العودة لم تكن سهلة، فالمسرح يتطلب ما أسماه ”اللياقة المسرحية“ التي افتقدها كممثل طوال سنوات غيابه، رغم استمراره في الوسط الفني مخرجاً ومشرفاً ومدرباً طوال 35 عاماً، مما جعل التحدي مضاعفاً لاستعادة أدوات الممثل.

وخضع الفنان لبرنامج تدريبي مكثف وصارم لاستعادة لياقته الأدائية، حيث فرض سياسة ”الأبواب المغلقة“ أثناء البروفات، مانعاً دخول أي شخص باستثناء المخرج والممثلين، للتركيز الكامل على تقمص الشخصية والوصول إلى الحالة الشعورية المطلوبة.

وحظي الزهراني بدعم معنوي كبير من طاقم العمل الذين اعتادوا عليه مخرجاً وقائداً لهم، حيث أبدوا سعادة غامرة برؤية ”الأستاذ“ يعود للتمثيل بينهم، مما خلق بيئة فنية حاضنة ساعدته على تجاوز رهبة الوقوف وحيداً أمام الجمهور.

ويعد هذا العمل التجربة الخامسة للزهراني في فن المونودراما، حيث سبق له تقديم أعمال ناجحة مثل ”زبان“ و”عازف الكمان“ و”يا ورد من يشتريك“، وعرضها في محافل دولية ومحلية كبرى مثل مهرجان الجنادرية ومهرجان الطائف وتونس.

وأجرى فريق العمل تعديلات طفيفة على النص الأصلي بما يتوافق مع الرؤية الإخراجية، مستثمرين اللغة الشاعرية العالية التي صاغها زمانان، لتحويلها إلى فرجة بصرية تلامس وجدان المتلقي وتنقله من القراءة الأدبية إلى المعايشة المسرحية.

وأكد الزهراني أن الجائزة الحقيقية لأي مسرحي ليست الدروع أو الألقاب، بل تكمن في رصد ردة فعل الجمهور والاستحسان الذي يلمسه في عيونهم بعد العرض، معتبراً أن تفاعل الحضور هو المعيار الأصدق لنجاح التجربة الفنية.

واختتم الفنان القادم من مدينة الطائف مشاركته بالتأكيد على أن هذا العرض يمثل استكمالاً لمسيرته وليس مجرد محاولة عابرة، مشيراً إلى أن شغف الممثل لا يموت بالتقادم، بل يحتاج فقط للشرارة المناسبة والوقت الملائم للظهور من جديد.