بين قسوة المدير وتحدي الخشبة.. عبد الواحد ينجح في اختباره المونودرامي الأول
سلط الفنان ناصر عبد الواحد الضوء على الصراع الأزلي بين الموظف والمسؤول عبر مسرحية ”حكاية موظف“، التي عُرضت ضمن فعاليات مهرجان المونودراما في الدمام على مسرح كواليس، مقدماً تجربة أدائية فريدة لامست واقع الغالبية العظمى من الجمهور.
وقاد عبد الواحد، بصفته قائداً لفرقة ”ستيج“ للفنون الأدائية، هذا العمل المسرحي الذي صاغ نصه الكاتب عباس الحايك وأخرجه سلام السنان، ليقدم طرحاً فنياً يجمع بين البساطة والعمق في آن واحد.
وكشف الفنان عن كواليس اختيار النص، حيث تمت المفاضلة بين ستة إلى سبعة نصوص مسرحية، ليقع الاختيار على نص الحايك لكونه ”السهل الممتنع“ والأكثر وضوحاً ومباشرة في إيصال الفكرة للمتلقي.
ولضمان وصول الرسالة بعفوية، اتفق عبد الواحد مع المؤلف على تحويل لغة النص من العربية الفصحى إلى اللهجة المحلية العامية، وهو ما استجاب له الحايك ببراعة لتعزيز واقعية الطرح المسرحي.
تتناول المسرحية أزمة العلاقة المتوترة بين الموظف ورئيسه في العمل، وكيف ينعكس هذا الصراع الوظيفي على حياة الفرد الشخصية وسلوكه خارج أسوار المؤسسة، مما جعل القصة تلامس وتراً حساساً لدى شريحة واسعة من الحضور.
واجه عبد الواحد تحدياً فنياً كبيراً بصفته يخوض تجربة ”المونودراما“ لأول مرة، حيث عانى في بداية التدريبات من صعوبة السيطرة على الشخصية والوقوف وحيداً على الخشبة، واصفاً المرحلة الأولى بأنها كانت صعبة ومعقدة.
وتمكن فريق العمل بقيادة المخرج سلام السنان من تجاوز هذه العقبات عبر تدريبات مكثفة وبروفات مستمرة، ساعدت الممثل على استعادة زمام المبادرة والتحكم الكامل في أدواته الفنية وتجسيد الشخصية بعمق.
وأثمرت الجهود الجماعية عن عرض مسرحي ناجح حظي بقبول جماهيري لافت، حيث قدر عبد الواحد نسبة رضا الجمهور عن العرض بنحو 80%، معتبراً إياه إنجازاً مهماً لتجربة أولى تخضع بطبيعة الحال للملاحظات الفنية.
وثمّن عبد الواحد الدور المحوري لهيئة المسرح والفنون الأدائية وجمعية الثقافة والفنون في احتضان هذا الكرنفال المسرحي، مشيداً بالتنظيم الرائع الذي أتاح للمسرحيين فرصة تبادل الخبرات والاطلاع على تجارب جديدة.
واختتم الفنان حديثه بتهنئة الفائزين بجوائز المهرجان مقدماً، مؤكداً أن الفوز الحقيقي يكمن في التقاء صناع المسرح ونجاح الحراك الفني، متمنياً استمرار توهج المهرجان كما بدأ قوياً ومؤثراً.
