آخر تحديث: 14 / 12 / 2025م - 11:08 م

الكاتب بوخمسين: توثيق خبرات المتقاعدين «واجب».. والذكاء الاصطناعي «فخ» للشباب

جهات الإخبارية

وجه الكاتب والمؤلف أمير بوخمسين دعوة استراتيجية ملحة للكوادر الوطنية المتقاعدة لتوثيق مسيرتهم المهنية وتحويل عقود الخبرة إلى مراجع معرفية للأجيال القادمة.

وحذر في الوقت ذاته الشباب من الانجراف الأعمى خلف تقنيات الذكاء الاصطناعي التي قد تهدد الهوية الثقافية إذا لم تُحصن بالوعي النقدي، وذلك خلال حلوله ضيفاً على برنامج «صباح المملكة» عبر إذاعة الرياض.

وأكد بوخمسين أن المكتبة العربية تعاني من فجوة معرفية بسبب إحجام الكثير من القياديين والخبراء المتقاعدين عن تدوين تجاربهم.

وأشار إلى أن تقاعد الكفاءات دون توثيق يمثل هدراً لرصيد وطني ثمين، وهو ما دفعه لترجمة 30 عاماً من عمله في القطاع المصرفي إلى كتابه الجديد «نظرات عامة في القيادة والإدارة» ليكون دليلاً عملياً يختصر الطريق على الجيل الجديد.

ونبه المؤلف في حديثه عن التحديات المعاصرة، الشباب من «الفخ» الذي قد ينصبه الذكاء الاصطناعي.

وأوضح أن الخطورة لا تكمن في توفر المعلومات الجاهزة، بل في القدرة العقلية على فرز الغث من السمين والتمييز بين الحق والباطل، مشدداً على أن التكنولوجيا توفر المادة الخام لكنها لا تمنح الحكمة أو القيم التي تشكل جوهر الهوية الإنسانية والوطنية.

واستعرض الكاتب إشكالية «الأصالة والمعاصرة» التي تواجه جيل اليوم، مبيناً أن الشباب يقعون تحت ضغط هائل من العولمة ووسائل التواصل الاجتماعي التي تفرض ثقافات دخيلة، مما يتطلب منهم جهداً مضاعفاً للموازنة بين الانفتاح على أدوات العصر الحديث وبين التمسك بالجذور الثقافية الراسخة التي تعد صمام الأمان الوحيد ضد الذوبان الحضاري.

وكشف بوخمسين عن تجربته الشخصية في تحويل الدورات المكثفة والمناصب الإدارية التي تقلدها إلى محتوى مقروء، موضحاً أن كتابه الصادر مطلع 2025 يهدف لفك الاشتباك بين مفهومي «القيادة» و«الإدارة»، ودمج الرؤية الاستراتيجية بالمهارات العملية، لتمكين الشباب من أدوات النجاح المؤسسي الحديث.

وتطرق الضيف إلى بداياته التي انطلقت من رحم الأزمات، حيث كان الغزو العراقي للكويت عام 1990 الشرارة التي أشعلت اهتمامه الحقوقي، ليثمر ذلك عن كتابه المرجعي «حقوق الإنسان.. مدخل إلى وعي حقوقي»، الذي حقق نجاحاً لافتاً وصدرت منه خمس طبعات كان آخرها عام 2022، مما يبرهن على أن الكتابة الجادة تظل حية وتتوارثها الأجيال.

واعتبر بوخمسين أن النجاح في عالم التأليف لا يقاس فقط بالنشر، بل إن مجرد الكتابة تعد نجاحاً شخصياً ومحاولة لترتيب الأفكار، مستشهداً بقصص كبار الكتاب الذين واجهوا الرفض في بداياتهم، وداعياً الكتاب المبتدئين إلى عدم اليأس واعتبار ”المسودات المرفوضة“ دروساً ضرورية لصقل الموهبة وتطوير الأدوات الكتابية.

واختتم الكاتب حديثه بالإشارة إلى مشروعه القادم لعام 2026، حيث يعكف حالياً على جمع مقالاته التي يكتبها بصبغة «لا زمانية» لتكون صالحة لكل وقت، مؤكداً التزامه بمواصلة الكتابة كفعل تنويري وعلاجي يساهم في تشخيص قضايا المجتمع وطرح الحلول برؤية وطنية مسؤولة.