آخر تحديث: 14 / 12 / 2025م - 11:08 م

«يقين الصلاح» تقود فنون «الكورشيه» وتدرب الفتيات في صفوى

جهات الإخبارية انتصار آل تريك - تصوير: هشام الأحمد - صفوى

حولت الحرفية السعودية يقين إسحاق الصلاح خيوط ”الكورشيه“ من مجرد هواية طفولية عابرة إلى مسار احترافي وأداة للتعافي النفسي، حيث تقود حالياً حراكاً فنياً لتدريب الفتيات في مهرجان ”حامض حلو“ بصفوى.

ودعت الصلاح المجتمع إلى إنصاف الأعمال اليدوية وتقدير الجهد الخفي خلف كل قطعة فنية، لتتجاوز بذلك مفهوم الحرفة التقليدية إلى آفاق التمكين الاقتصادي والتعبير الذاتي.

وبدأت قصة الصلاح مع سنارة الحياكة منذ أن كانت في العاشرة من عمرها كواجهة للتسلية، إلا أن المنعطف الحقيقي حدث قبل ثلاث سنوات حين واجهت ظروفاً شخصية قاسية، وجدت خلالها في تشابك الخيوط ملاذاً آمناً لتفريغ الطاقة السلبية والحفاظ على التوازن النفسي بعيداً عن مسارات اليأس.

وتحول الشغف الفردي لدى الحرفية الشابة إلى مسؤولية مجتمعية، حيث انطلقت في إقامة ورش عمل متخصصة تستقطب المواهب الشابة الشغوفة بالرسم والفنون، واصفة عالم الكورشيه بأنه ”بحر لا ينتهي“ من الإبداع الذي يمكنه استيعاب طاقات الفتيات وتوجيهها نحو الإنتاج.

وتشارك الصلاح حالياً في المهرجانات الوطنية لتعرض منتجات تتنوع بين الملابس، والإكسسوارات، والديكورات المنزلية، مستثمرة هذه المنصات لتصحيح المفاهيم المغلوطة حول تسعير المنتجات اليدوية، مؤكدة أن السعر يعكس سنوات الخبرة وساعات العمل المضني التي لا يلحظها المستهلك العادي.

وأرجعت الحرفية جزءاً كبيراً من نجاحها الحالي إلى الدعم المعنوي الذي تلقته قبل عام من مدربتها الرياضية، التي شجعتها على تحويل هذا الفن من مجرد ممارسة علاجية إلى مشروع احترافي متكامل، مما عزز ثقتها بقدرتها على المنافسة والابتكار.

واختتمت يقين حديثها برسالة عاطفية للمجتمع، طالبت فيها بعدم ”بخس“ قيمة المشغولات اليدوية، مشددة على أن كل قطعة منسوجة تحمل في طياتها قصة كفاح، وجزءاً من روح صانعها، وجهداً إنسانياً يستحق التقدير المادي والمعنوي.

ويُذكر أن فن الكورشيه يُعد من أعرق الفنون اليدوية عالمياً، وقد شهد مؤخراً عودة قوية كواجهة للاقتصاد الإبداعي، حيث يجمع بين الحفاظ على التراث والمرونة في مواكبة خطوط الموضة الحديثة، مما يجعله مجالاً خصباً لرواد الأعمال الشباب.