فتحية آل صلاح: الناس يكتفون بالفرجة.. والخوصيات تراث يواجه خطر الموت
تواجه الحرفية السعودية فتحية آل صلاح تحدياً اقتصادياً وثقافياً في مهرجانات الشرقية، حيث تصطدم إبداعاتها التراثية المبتكرة من الخوص والسعف الملون بضعف القوة الشرائية، رغم الإعجاب الجماهيري الواضح.
جاء ذلك خلال مشاركتها الحالية في مهرجان ”حامض حلو“، في محاولة منها لحماية إرث الأجداد من الانقراض عبر دمج الأصالة بالحداثة.
وأوضحت آل صلاح لـ ”جهات الإخبارية“ أن منصة عرضها تشهد إقبالاً كثيفاً من الزوار الذين يستمتعون بجماليات العمل الفني ويكتفون بـ ”المشاهدة البصرية“ أو استلهام الأفكار، دون أن يترجم هذا الانبهار إلى حركة بيع حقيقية تدعم استدامة هذا المنتج اليدوي.
وبدأت الحرفية رحلتها الفنية قبل خمس سنوات، حيث تدرجت في مهارات يدوية متنوعة شملت التريكو، خياطة الملابس، وصناعة الألعاب، مروراً بتطريز اللوحات والكروشيه، قبل أن يستقر شغفها الأكبر عند فن ”الخوصيات“ الذي وجدته المعبر الأمثل عن الهوية.
وتعمل آل صلاح وفق رؤية تهدف إلى منع انقراض هذه الحرفة التقليدية، مؤكدة أنها ليست مجرد مهنة للكسب بل هي ”تراث أجداد“ يجب حمايته، مبدية رغبتها الجادة في نقل هذه المعرفة والخبرات المتراكمة للمجتمع لضمان تواصل الأجيال مع ماضيهم.
وعرضت الحرفية خلال المهرجان مجموعة من الأعمال التي تمزج بين الوظيفة والجمال، أبرزها مزهريات مصنوعة ببراعة من السعف والخوص الملون بأشكال هندسية مبتكرة، إضافة إلى ”سفرة الطعام“ التي عكست مستوى عالياً من الدقة الفنية والتجديد في التصميم.
وأشارت إلى أن مشاركتها المستمرة في الفعاليات والمهرجانات تأتي بدافع الحفاظ على الإرث الثقافي وربط الأجيال الحديثة بجماليات البيئة المحلية، معتبرة أن الابتكار في الأشكال والألوان هو المفتاح الأساسي لإبقاء هذا الفن حياً وقابلاً للتداول.
















