آخر تحديث: 15 / 12 / 2025م - 11:25 ص

مونودراما الدمام: صراع الهوية وأوجاع المرأة يُشعل المنافسة المسرحية

جهات الإخبارية

تشهد مدينة الدمام حراكاً مسرحياً متصاعداً مع تواصل فعاليات مهرجان المونودراما الذي تنظمه جمعية المسرح والفنون الأدائية، حيث تحول مقر جمعية الثقافة والفنون ومسرح ”كواليس“ إلى ساحة تنافسية مفتوحة تستمر حتى التاسع من ديسمبر 2025 م.

وشهدت العروض المسرحية المقدمة تصاعداً درامياً لافتاً، بدأ بمسرحية ”ديك“ لفرقة ”جوفة الفن“ التي فككت إشكاليات الهوية والذاكرة، إذ قدم العمل معالجة بصرية لصراع الإنسان المحاصر بأصوات ماضيه، حيث يرمز الديك لليقظة المفقودة بينما يعبر نعيق البومة عن الخراب الداخلي الذي يلتهم الروح.

واعتبر الناقد المسرحي عايض البقمي أن العرض يعكس ببراعة التمزق النفسي والوجودي للشخصية، في حين أكد المخرج تركي باعيسى أن رؤيته الإخراجية ارتكزت على تصوير الحرب كقوة غاشمة تلتهم الإنسان من الداخل قبل أن تدمر محيطه الخارجي.

وفي سياق النقد الاجتماعي الجريء، قدمت مسرحية ”أجنة الثلاجة“ نصاً مشحوناً بالألم والرمزية، مستعرضة معاناة ”أم صابر“ كنموذج للأنثى المكسورة التي ترزح تحت وطأة القهر المجتمعي، وهو العمل الذي حاز سابقاً على جائزة الإنجاز ويعود ليختبر الإنسان في أكثر لحظاته هشاشة.

ووصف النقاد لغة العرض بأنها مكتفية بذاتها وتفضح الممارسات القمعية ضد المرأة، حيث نجح المخرج علي آل غزوي والممثلة آمال الرمضان في تجسيد سلسلة من الأوجاع الجسدية والنفسية التي حولت الخشبة إلى مرآة عاكسة للواقع المؤلم.

واختتمت العروض بمسرحية ”قمر“ لفرقة ”مسرح ضو“، التي أخذت الجمهور في رحلة للبحث عن الخلاص من داخل قبو مظلم، حيث تواجه البطلة أشباح المفقودين في صراع مع الماضي، وهو ما دفع الكاتب عبد الله الجفال لوصف النص بأنه عمل راقٍ استحق مرتبة الشرف الفنية.

وبالتوازي مع العروض، ركزت الورشة التدريبية التي يقودها الأستاذ عبد الله سويد على تمكين الممثلين من تقنيات الأداء الطبيعي، مشدداً على أن التحدي الأكبر للموهوبين يكمن في إيصال الشعور الصادق للجمهور والابتعاد عن التكلف ليكون الممثل على سجيته تماماً.

وأكد يوسف الخميس، مدير جمعية الثقافة والفنون بالأحساء، أن المنطقة الشرقية تواصل ريادتها في استضافة المهرجانات النوعية، مشيراً إلى أن هذا التجمع الفني يمثل ضرورة حتمية لتبادل الخبرات بين الرواد والشباب بما يخدم الحراك المسرحي.

وربط الخميس بين نجاح المهرجان ومستهدفات رؤية المملكة 2030، موضحاً أن جمعية المسرح والفنون الأدائية وضعت أساً متينة لضمان أن تكون المونودراما ثقافة فنية يتزود منها الممثل بأدوات احترافية ومستدامة.