آخر تحديث: 15 / 12 / 2025م - 11:25 ص

أمل جديد للمرضى.. العلماء يمسكون بـ «خيط» العلاج الجيني للفصام

جهات الإخبارية

نجح فريق دولي من الباحثين في إحداث اختراق طبي لافت، عبر تحديد طفرة جينية نادرة قادرة بمفردها على التسبب في اضطرابات نفسية معقدة، أبرزها الفصام في مرحلتي الطفولة والمراهقة، مما يمهد الطريق لثورة في تشخيص وعلاج الأمراض العقلية وراثياً.

وركزت الدراسة العلمية الدقيقة على تحليل جين ”GRIN2A“، المسؤول عن ترميز جزء حيوي من مستقبلات الغلوتامات في الدماغ، والتي تعد المحرك الأساسي لتنظيم النشاط العصبي، والمرتبطة تاريخياً بأمراض عصبية كالصرع.

واستند الفريق البحثي في نتائجه إلى أكبر قاعدة بيانات عالمية مخصصة لهذا الجين، حيث أخضعوا للفحص الدقيق سجلات 121 شخصاً يُشتبه في حملهم لطفرات مؤثرة في هذا التسلسل الجيني، للوصول إلى أدلة قاطعة حول تأثيره.

وكشفت النتائج عن تشخيص 25 حالة من المشاركين باضطرابات نفسية متنوعة وشديدة، شملت اضطرابات المزاج، والقلق المزمن، والذهان، واضطرابات الشخصية، إضافة إلى اضطرابات الأكل، مما يثبت النطاق الواسع لتأثير هذا الخلل الجيني.

وأظهر التحليل الجيني المعمق أن الغالبية العظمى من هؤلاء المرضى يحملون نسخة ”غير فعّالة“ تماماً من الجين، باستثناء حالتين فقط، مما يؤكد العلاقة السببية المباشرة بين تعطل هذا الجين وظهور الأعراض النفسية.

وأوضح الباحث في علم الوراثة بجامعة لايبزيغ الألمانية، يوهانس ليمكي، أن هذا الاكتشاف يمثل سابقة علمية، حيث تشير البيانات إلى أن ”GRIN2A“ هو أول جين معروف يمتلك القدرة منفرداً على إحداث مرض عقلي دون عوامل مساعدة أخرى.

واعتبر الفريق الدولي أن هذه النتائج تفتح باباً واسعاً لفهم جديد كلياً للطبيعة الوراثية للأمراض النفسية، متوقعين أن تسهم في تسريع تطوير علاجات دوائية مستقبلية تستهدف إصلاح أو تعويض عمل هذا الجين تحديداً بدلاً من الاكتفاء بعلاج الأعراض.