آخر تحديث: 15 / 12 / 2025م - 11:25 ص

علي آل حمود: الغرانيت يختبر صبري.. و«غداً الروح» انطلاقتي الحقيقية

جهات الإخبارية

كشف النحات والخطاط علي آل حمود عن فلسفته الفنية القائمة على تطويع الخامات العنيدة كالأخشاب الصلبة وصخور الغرانيت، ليحولها إلى أعمال إبداعية ضخمة تزين حالياً معالم محافظة العلا.

وأكد أن صعوبة الخامة وندرتها هما المحرك الأساسي لحالته الإبداعية الفريدة.

وأكد الفنان السعودي أن الخشب الصلب يظل الخيار الأمثل والأكثر جاذبية في أعمال النحت الدقيقة، حيث يرتبط انتقاء مادة العمل ارتباطاً وثيقاً بنوع المنحوتة المستهدفة والحالة الشعورية والفنية التي يعيشها الفنان لحظة التنفيذ.

وأشار آل حمود إلى أن جمالية الخشب وندرة ألوانه الطبيعية تلعب دوراً حاسماً في اختيار الخامة، لافتاً إلى انجذابه للأخشاب ذات الألوان غير المعتادة التي تمنح العمل قيمة مضافة دون أي تدخل لوني صناعي.

واستشهد النحات بإحدى منحوتاته التي تميزت بلون أسود طبيعي نادر، إضافة إلى مشروعه الفني الحالي الذي يعكف على تنفيذه باستخدام خشب طبيعي يتمتع بلون أحمر خالص دون أي إضافات خارجية.

ووصف آل حمود حالة الاندماج الكلي التي يعيشها داخل الاستوديو، موضحاً أن ساعات العمل تتطلب مستوى تركيز عالياً جداً، خاصة عند التعامل مع السكين والأدوات الدوارة الحادة التي لا تحتمل الخطأ.

وبين أن هذه الحالة من التدفق الفني تجعله ينفصل عن محيطه تماماً، لدرجة تمنعه في كثير من الأحيان من تذكر الأكل أو الشرب لفترات زمنية طويلة، حيث يصبح العمل الفني هو الغذاء الوحيد لحواسه.

وفيما يخص النحت على الأحجار، أوضح آل حمود انحيازه التام للعمل على صخور الغرانيت وتفضيله على الرخام، رغم ما يتسم به الأول من صلابة عالية وتحديات تقنية كبيرة تواجه النحاتين.

وعلل خياره الصعب بأن الغرانيت يمنح العمل الفني ديمومة وقوة، مبيناً أن العمل عليه يستغرق وقتاً أطول ويتطلب جهداً دقيقاً وصبراً لا يملكه الكثيرون للتعامل مع أدوات النحت الخاصة بهذه الصخور القاسية.

وكشف الفنان عن ندرة الفنانين المتخصصين في نحت الغرانيت بالمملكة العربية السعودية مقارنة بنظرائهم العاملين على الرخام، مرجعاً ذلك للصعوبة البالغة التي تتطلبها هذه الخامة الصخرية العنيدة.

واستعرض آل حمود أبرز المحطات المفصلية في مسيرته، معتبراً أن مجموعة ”غدًا الروح“ التي جسد فيها أسماء الحب كانت نقطة التحول الكبرى التي نقلت تجربته إلى مرحلة الاحتراف الكامل وتأسيس استوديو خاص.

وأشار إلى مجموعته الضخمة ”سلام الحب“، التي تضم منحوتات شاهقة يصل طولها إلى مترين، والتي نجحت في حجز مكانها ضمن مقتنيات ”بانيان 3“ وتعرض حالياً أمام زوار محافظة العلا.