ممثل يجسد 6 شخصيات في ليلة واحدة.. اكتشف تفاصيل افتتاح مهرجان الدمام
دشنت جمعية المسرح والفنون الأدائية، مساء الجمعة، فعاليات مهرجان المونودراما بالدمام، في تظاهرة ثقافية نوعية تحتضنها جمعية الثقافة والفنون بالدمام ومسرح كواليس، وتستمر حتى الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 م، بهدف تعزيز فن الأداء الفردي وإثراء المشهد المسرحي السعودي.
ويكتسب المهرجان أهمية استراتيجية كونه نتاج مبادرة الإسناد الحكومي من وزارة الثقافة ممثلة في هيئة المسرح والفنون الأدائية، حيث أوكلت مهمة التنظيم لجمعية المسرح والفنون الأدائية، التي أسندت بدورها التنفيذ لفرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام، ليكون منصة جامعة للمسرحيين والنقاد والجمهور.
واستهل الحفل بعرض بصري أدائي لافت، جسد فيه الممثل شهاب الشهاب ست شخصيات متناقضة في آن واحد، معتبراً مشاركته تحدياً ومسؤولية فنية، في لوحة من إخراج نوح الجمعان، عكست جوهر المونودراما القائم على قدرة الممثل الواحد على حمل الرسالة كاملة وتجسيد حالات شعورية متباينة.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور سامي الجمعان، نائب رئيس جمعية المسرح والفنون الأدائية، أن المهرجان يمثل ثمرة جهود مشتركة لخلق حراك مسرحي متجدد، مشيراً إلى أن الجمعية أبرمت شراكات فاعلة مع الجامعات ووزارة التعليم، وتعمل على ترسيخ حضورها عبر مشاريع نوعية مثل جولة المسرح المحلي ومهرجان الطفل بالقصيم.
وكشف مدير جمعية الثقافة والفنون بالدمام، يوسف الحربي، عن تنافسية عالية شهدتها مرحلة الفرز، حيث تقدم للمشاركة 24 عرضاً مسرحياً من 9 مدن مختلفة، ليتم اعتماد 10 عروض متميزة من 6 مدن، مؤكداً أن المهرجان يعد منصة لاكتشاف طاقات جديدة وجريئة تواكب تاريخ الجمعية الممتد لـ 49 عاماً من العطاء الثقافي.
وافتتح المهرجان عروضه بمسرحية ”التذكر ذخيرة الإنسان الأخيرة“ لفرقة المسرح الحديث بالطائف، تلاها عرض ”حكاية موظف“ لفرقة ستيج، وسط حضور لافت للمهتمين والصحافيين، حيث شهدت العروض تنوعاً في الطرح الفني والرؤى الإخراجية التي تعكس تطور الأدوات المسرحية المحلية.
وفي الندوات النقدية المصاحبة، أشاد الناقد عبدالله الجفال بالأداء النفسي والتعبيري للممثل ناصر عبدالواحد في عرض ”حكاية موظف“، مشيراً إلى قدرته على التلون الصوتي وتجسيد حالات القهر والعبثية التي رسمها المخرج سلام السنان، رغم بساطة الديكور الذي وظف بذكاء.
بينما رأى الناقد عباس الحايك في نقد عرض ”التذكر ذخيرة الإنسان الأخيرة“ أن النص الشعري غلب على الحالة المسرحية، مما أوجد فجوة تواصلية مع الجمهور رغم براعة الممثل مساعد الزهراني، مشيداً في الوقت ذاته بالتفوق البصري والسينوغرافيا التي صممها فريق العمل واستخدام التقنيات الحديثة.
وشهد ختام حفل الافتتاح تكريم لجنة التحكيم المكونة من المسرحيين إبراهيم الحارثي، وأحمد السروي، وإبراهيم الصفار، تقديراً لجهودهم في تقييم العروض وضمان جودة المخرجات الفنية للمهرجان الذي يسعى لأن يكون ذراعاً من أذرع جودة الحياة في المملكة.
























