رواية ”نجد في نجد“ لفاطمة المبارك.. بانوراما سعودية بعيون بحرينية
أصدرت الكاتبة البحرينية فاطمة المبارك مؤخرًا عملها الأدبي الجديد بعنوان ”نجد في نجد“، وهو رواية تستكشف من خلالها مفهوم الرحلة بوصفها تجربة إنسانية تتجاوز الانتقال الجغرافي، لتتحول إلى مساحة تأمل تربط الإنسان بجذوره ومعاني المكان. ويقدّم الكتاب رؤية أدبية تسعى إلى إعادة إحياء الدهشة في زمن باتت فيه الطرق مألوفة والمفاجآت أقل حضورًا.
ويعتمد العمل بنية سردية تمزج بين المشاهد الواقعية والصوت الداخلي للشخصيات، حيث تُبرز المبارك العلاقة المتبادلة بين الإنسان والمكان عبر حوارات تجمع بين ”نجد الابنة“ و”نجد المكان“، في صيغة رمزية تشير إلى حوار داخلي يعكس بحثًا عن الهوية وعودة إلى الأصل. ويظهر المكان في النص كعنصر حيّ يتفاعل مع البطلة، ويقودها إلى اكتشاف طبقات جديدة من الذاكرة والانتماء.
وتتداخل في الرواية أبعاد عاطفية وجغرافية ترسم ملامح نجد بمدنها ورمالها الحمراء وجمالها، في مشاهد تتكرر فيها الرموز والدلالات كوسيلة لإبراز الصفاء الداخلي الذي يقود الساردة خلال رحلتها. كما يعرض الكتاب بانوراما واسعة للمملكة العربية السعودية من منظور زائرة مأخوذة بالتفاصيل الدقيقة، تسعى إلى فهم ما يتركه المكان من أثر عميق في الروح.
وتشير الكاتبة من خلال عملها إلى رغبتها في إعادة تشكيل علاقة القارئ بالرحلة، معتبرة أن النص يمكن أن يكون وسيلة لاكتشاف الذات عبر قراءة جغرافيا جديدة أو استعادة جغرافيا منسية. ويأتي الكتاب امتدادًا لتجربتها الأدبية التي تناولت سابقًا موضوعات الإنسان والمكان في مؤلفاتها:
• عندما التقيت بالنجوم
• مأساة الكرادة - مشاهدات وشهادات من بغداد
• البيت العود
• نجد.. لك ولكل بنات جيلك.
ويضع ”نجد في نجد“ القارئ أمام سرد يسعى إلى استعادة دهشة الرحلة، ملوّحًا بأن الطرق القديمة ما تزال تحمل أسئلة جديدة تنتظر من يعيد اكتشافها.













