أفلام رُعب
مقولة منسوبة للفيلسوف الصيني الراحل والشهير لاو تزو:
”راقب أفكارك، فإنها تُصبح كلماتك. راقب كلماتك، فإنها تُصبح أفعالك. راقب أفعالك، فإنها تُصبح عاداتك. راقب عاداتك، فإنها تُصبح سلوكك وشخصيتك. راقب شخصيتك، فإنها تُحدد مصيرك.“
هذا المنطق يعني أنه إذا أردنا أن نكون أشخاصًا صالحين، لطفاء، مؤدبين، متزنين وأخلاقيين، فعلينا مجالسة ومخالطة والتحدث مع والاستماع لـ أهل الحكمة والأخلاق وحتى مشاهدة أفلام عن أناس طيبين، وقراءة روايات وكتب عن الرحمة والإحسان، وقراءة قصص عن أشخاص نبلاء يفعلون الصواب دائمًا وتصفح مسيرة أهل العلم. إذا كنا نمثل ما نستهلكه من قراءة واستماع وحوار ومشاهدة، فهذا بالتأكيد لا يُبشّر بالخير لبعض الناس.
انظرْ إلى أي قائمة من أكثر الكتب مبيعًا أو الأفلام التي تُحقق نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر، ولن تجدَ الكثير من السلوكيات النبيلة والشخصيات الإيثارية. بل، ستجد أشخاصًا يكذبون ويغشون ويدلّسون ويتغامزون ويشتمون، وأفراد عائلة يتآمرون بعضهم على بعض، وأصدقاء مصلحة عابرة «ليسوا بأصدقاء جيدين».
عندما تسأل أحدَ الشباب لماذا يهتم بمشاهدة أفلام رعب فإنّ البعض يجيبك لأنه يريد أن يعيش لحظات الإثارة «أدرينالين» ويكسر الملل ويبتعد عن الرتابة، لاسيما أنه يعيش الأمان والأمان في واقعه اليومي.
والواقع أن أحداث العالم لا سيما مناطق الشرق الأوسط بها من القلاقل والمتاعب والحروب والإثارة والفتن ما يعزز إفراز كل هرمونات الإثارة والقلق والشغف والكآبة.
الشيء غير الملتفت إليه أن العقل الباطن للمشاهد لأفلام الرعب الأجنبية يُعاد صياغته بطريقة خارج الشعور المتحكم به ليتقمص المشاهد يومًا ما شخصية بطل الفيلم الجسور ذو السلوك غير الأخلاقي والإجرامي والانتهازي.
مع كثرة مشاهدة أفلام الرعب وقصص القتلة وأحداث الجرائم الشنيعة تقسو قلوب البعض إلى الحد الأعلى وقد يدمر سلوك المشاهد ومن هم حوله. فهنا تزداد نسبة قسوة القلب وتتعدد أنواع الجريمة وأصناف الرذيلة.
فيا مَن تشاهد أفلام الرعب ومقاطع فيديو Reels الألفاظ البذيئة ومقاطع أفلام الرذيلة، راجع نفسك قبل أن تتحول من مشاهد عابر إلى غسيل دماغ شامل، ثم مذنب بسيط إلى مجرم خطير.
فالأفكار إن استوطنت صاحبها كما قال الفيلسوف الصيني تمكنت من شخصية حاملها، وإن تمظهر بمظهر التقي الورع والعالم الديمقراطي المتنطّع والعلماني المتمدن.
وما أخبارُ الفضائح الإجرامية والمالية والأخلاقية التي تضج بها الصحف حول العالم عن المشاهير إلا نهاية مطاف صاحب أفكار معينة وغير محمودة.
”التقوى تعني: تستقر العين في حدود حرم الله ولا تنظر إلى المحرّمات، ويستقر اللسان في حدود الأدب ولا يسيء مطلقًا“، الشيخ حسين انصاريان.
"وفي حديث أهل العرفان،
يتساءلون: من معشوقك؟!
الإنسان يتشبّه بمعشوقه، فإن كان معشوقك الله وأولياءه، كنت هادئًا، وقويًّا، ومبتهجًا، وبصيرًا. أمّا إذا كانت معشوقتك الدنيا، فتكون في حالة من الاضطراب، والخوف، والهلع، والضعف، والهمّ، وانعدام البصيرة، والطمع، والجشع، والغرور"، منقول بتصرّف عن مقالات الشيخ علي رضا بناهيان.














