التطفل وتداعياته المجتمعية
التطفل عادة مذمومة وسلبية وغير أخلاقية ألبتّة، ومن يتبناها فهو شخص أساء إلى نفسه وضيع كرامته يُنقِصها في عيون الآخرين، ويدور في فلك لا تُحمَدُ عُقباه لأنه يتدخل في أمور لا تخصه، وكما قيل: من تدخل فيما لا يعنيه لقي ما لا يرضيه.
وهو يثير زوبعة عندما يحشر نفسه في خصوصيات من لا يعنيه أمره، وهو بذلك يجعل غيره في زاوية ضيقة بإثارة مواضيع لا تخصه ولا دخل له فيها، وهو سلوك مرفوض اجتماعيا ودينيًا لما له من تداعيات على العلاقات المجتمعية والإنسانية.
والأدهى من ذلك كله أن يكون هذا التطفلُ يجعلُك في موقف لا تُحسَد عليه، فينالك بعض الإرباك والحرج من هذا الموقف الذي وضعك فيه لأنك لا تحب الإجابة عليه لظروف لا داعي لذكرها أمام من لا يعنيهم الأمر الذين يتساءلون برغبة ودهشة لمعرفة السبب، فتنهال عليك أسئلة ليست في محلها تثير عندك ضغوطًا نفسية تسبب القلق والتوتر، فيلحون عليك أكثر وأكثر ما هي الدواعي ومسبباتها لأن يصل بك الحال إلى هذه النتيجة، وقتها تكون بين خيارين أحلاهما مر لخصوصيتها، ولعدم القدرة على الإفصاح عنها.
كل هذه النتائج بسبب إثارة هؤلاء المتطفلين الذين يضعونك بين فكي كماشة، فهذه الأساليب فيها من الحساسيات ما لا يحصى ويعد، ولكن هذا ديدنهم، لأن نفوسهم المريضة تدفعهم دفعًا لخلق هذه الأجواء المشحونة حتى يسقطوك معنويًا واجتماعيًا، فما إن يجدوا فرصة سانحة إلا واستغلوها لتظل الأفواه تتناقل آراء هؤلاء الطفيليين بجهل وسذاجة.
من هنا علينا كمجتمع واعٍ أن نقوم بتوعية جادة في محاربة هذه الظواهر الشاذة والحذر منها وأخذ المواقف بعدم تتبعها أو الإنصات إلى من يتناقلها، وهكذا نكون قد أغلقنا الأبواب أمامهم في نشر أبواقهم الهدامة في تفتيت الروابط الاجتماعية والتخلص من السلوكيات الخارجة عن الذوق والأخلاق.
وكما قيل: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، وكما نُصارِح أولئك المتطفلين ونقول لهم، بدلًا من التطفل على خصوصيات غيرهم، حاول أن تتطفل على المناطق المظلمة في عقلك.
والله من وراء القصد













