آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 11:57 ص

«مختارات عربية».. يجمع 9 فنانين عرب في معرض تشكيلي نوعي بالرياض

جهات الإخبارية تصوير: حسن الخلف - الرياض

احتضنت العاصمة الرياض حراكاً تشكيلياً لافتاً عبر معرض ”مختارات عربية“ في جاليري ”مهد الفنون“، الذي جمع تسعة فنانين ونحاتين بارزين من المملكة العربية السعودية والعراق والبحرين، لتقديم ثلاثة وثلاثين عملاً فنياً متنوعاً.

وهدف المعرض إلى خلق حوار بصري يدمج بين مدارس فنية متعددة ويعزز المشهد الثقافي في المنطقة الشرقية عبر تجارب إبداعية مخضرمة وشابة.

وتوزعت الأعمال الفنية المشاركة في المعرض بدقة رقمية لافتة، حيث استحوذت اللوحات التشكيلية على النصيب الأكبر بأربعة وعشرين عملاً فنياً، في حين سجل النحت حضوره عبر تسعة مجسمات متميزة، مما يعكس توازناً مدروساً بين الفنون البصرية المسطحة والأبعاد الثلاثية.

وشهدت أروقة المعرض تنوعاً ثرياً في الأساليب والمقاسات والخامات المستخدمة، مما أتاح للجمهور فرصة الاطلاع على تجارب فنية متباينة، جمعت بين الواقعية والتجريد والتعبيرية في مساحة واحدة، لتشكل بانوراما فنية تعكس تطور الفن التشكيلي في الدول الثلاث المشاركة.

وبرزت المشاركة العراقية والسعودية والبحرينية بشكل قوي، حيث تضمن قسم التصوير التشكيلي أسماء لامعة مثل الفنان العالمي عباس الموسوي، والفنان العراقي نبيل علي، إلى جانب الفنان مازن أحمد، والفنان السعودي محمد المجرشي، وأحمد حسين، وميثم آل ربح، بالإضافة إلى أعمال الفنانة مهدية آل طالب.

وسجل فن النحت حضوراً نوعياً عبر أعمال برونزية ومجسمات مختلفة، بمشاركة النحات البحريني مهدي البنا، والنحات العراقي نجم القيسي، وهيثم حسن الذي شارك بعملين، ورضا فرحان الذي قدم منحوتتين من البرونز، فيما شارك الفنان أصغر إسماعيل بجمعه بين الرسم والنحت في آن واحد.

وأكدت مهدية آل طالب، مؤسسة الجاليري، أن المعرض يأتي ضمن سلسلة ممتدة من الفعاليات التي نظمتها القاعة منذ تأسيسها قبل ثلاث سنوات، والتي ناهزت ثلاثين معرضاً فنياً، تنوعت بين المعارض الشخصية والجماعية لفنانين من مختلف الأقطار العربية بما فيها سوريا ومصر والكويت.

وأوضحت آل طالب أن استراتيجية الجاليري لا تقتصر فقط على العرض، بل تمتد لتشمل الجانب التعليمي والتثقيفي عبر تنظيم ورش عمل متخصصة، تهدف إلى صقل المواهب وتطوير الأدوات الفنية للمهتمين، مما يعزز من دور الفن كرسالة مجتمعية شاملة.

ورصدت إدارة المعرض إقبالاً جماهيرياً جيداً يعكس تنامي الذائقة الفنية لدى المجتمع المحلي، مع طموح يسعى لتحويل هذا الاهتمام من مجرد المشاهدة والتذوق إلى مرحلة الاقتناء الفني، لدعم الفنانين واستمرار الحراك التشكيلي في المنطقة بشكل مستدام.

ويتميز المعرض بكونه منصة تفاعلية لا تكتفي بعرض اللوحات، بل تقدم تجربة بصرية متكاملة تربط بين جيل الرواد والشباب، وتفتح نافذة للمتلقي لاستكشاف الفروقات الدقيقة بين المدارس الفنية العربية المختلفة في مكان واحد.

وتعكس الأعمال المعروضة فلسفة الجاليري في انتقاء الأعمال ذات القيمة الفنية العالية، حيث يتم التركيز على جودة الطرح وعمق الفكرة، بعيداً عن التكرار، لضمان تقديم وجبة بصرية دسمة تليق بوعي الجمهور المتطلع للفنون الراقية.

من جهته، يستعرض الفنان التشكيلي العراقي مازن أحمد، مجموعة من الأعمال التجريدية التي تغوص في عمق العلاقات الإنسانية، وتترجم تفاعل الإنسان مع محيطه البشري بلغة بصرية معاصرة، وذلك في زيارته الخامسة للمملكة التي تشهد حراكاً فنياً متصاعداً.

ويشارك الفنان القادم من أستراليا بمجموعة متنوعة من الأعمال الفنية التي تنتمي للمدرسة التعبيرية التجريدية، متراوحة بين المنمنمات الدقيقة واللوحات ذات القياسات الكبيرة.

ويركز الفنان في طرحه البصري الجديد على ثيمة ”العلاقات الإنسانية“ المعقدة، محاولاً تفكيك جدلية علاقة الإنسان بأخيه الإنسان وعلاقته بالمجتمع البشري ككل عبر أدواته التعبيرية الخاصة.

وأكد الفنان مازن أحمد أن الدافع الرئيس وراء تكرار زياراته هو التطور الملحوظ في المشهد التشكيلي السعودي، وظهور خامات فنية محلية ذات تجارب عميقة ومؤثرة.

وأشار إلى أن الحركة الفنية في السعودية أفرزت أسماء كبيرة أثرت المشهد التشكيلي العربي، مما يجعل التواجد في الرياض فرصة للتفاعل المباشر مع هذه التجارب.