آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 1:28 م

خطر العمى الفوري.. لا تبحثوا عن المريخ بجوار الشمس اليوم

جهات الإخبارية

يسجل كوكب المريخ اليوم الأحد، الثلاثين من نوفمبر 2025، ظاهرة فلكية سنوية بوصوله إلى نقطة ”الأوج“، مبتعداً عن الكرة الأرضية إلى أقصى مسافة ممكنة في مداره البيضاوي، حيث تفصلنا عنه مسافة شاسعة تقدر بـ 362 مليون كيلومتر، مما يجعله في أبعد نقطة له عنا هذا العام.

وأوضح المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن الكوكب الأحمر يمر بظروف مدارية تجعله اليوم في أدنى مستويات لمعانه وحجمه الظاهري، حيث يتقلص قطره المرئي في قبة السماء ليتجاوز بالكاد 3.9 ثانية قوسية، نتيجة المسافة الهائلة التي تعادل نحو 2.42 وحدة فلكية.

وعلى الرغم من أهمية الحدث فلكياً، أكد أبو زاهرة أن عشاق الفلك لن يتمكنوا من رصد الكوكب الليلة، نظراً لاقترابه الزاوي الحرج من الشمس بنحو 10.4 درجة فقط، مما يجعله غارقاً في وهج الشمس الساطع، ويحجب رؤيته تماماً سواء بالعين المجردة أو عبر الأجهزة المقربة.

وأطلقت الجمعية تحذيراً شديد اللهجة لهواة الفلك من محاولة توجيه التلسكوبات أو المناظير نحو المنطقة المحيطة بالشمس بحثاً عن المريخ، لما ينطوي عليه ذلك من خطر محقق قد يؤدي إلى أضرار جسيمة ودائمة بشبكية العين نتيجة التركيز المباشر لأشعة الشمس.

وتعد ظاهرة ”الأوج“ فرصة نظرية هامة للعلماء والباحثين لتدقيق الحسابات الفلكية المتعلقة بديناميكية النظام الشمسي، وفهم طبيعة المدارات البيضاوية للكواكب وتغير المسافات البينية، مما يعزز من دقة البيانات الملاحية الفضائية مستقبلاً.

ويعتبر هذا الحدث بمثابة تذكير دوري بطبيعة الحركة الكونية المستمرة، حيث يواصل المريخ رحلته في الفضاء مبتعداً ومقترباً، ليظل ميداً خصباً للدراسة والبحث حتى في الأوقات التي يغيب فيها عن أنظار سكان الأرض.