آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 1:28 م

نجم بخصائص مستحيلة.. اكتشاف فلكي نادر يدهش علماء الفضاء

جهات الإخبارية

أماطت الجمعية الفلكية بجدة اللثام عن إنجاز علمي عالمي تمثل في رصد نجم فائق الندرة داخل سحابة ماجلان الكبرى، يوفر للعلماء نافذة زمنية فريدة لاستكشاف حقبة الفجر الكوني، مما يفتح آفاقاً جديدة لفهم الكيفية التي تشكلت بها النجوم الأولى عقب الانفجار العظيم، ويفكك ألغاز التطور الكيميائي للمجرات في مراحلها المبكرة.

وجاء هذا الإعلان على لسان رئيس الجمعية المهندس ماجد أبو زاهرة، الذي أوضح أن النجم المكتشف، والذي يحمل الرمز العلمي SDSS J0715-7334، يُعد حالة استثنائية في علم الفيزياء الفلكية نظراً لتركيبته الكيميائية التي تخالف القواعد السائدة في النجوم الحديثة، مما يجعله مختبراً طبيعياً لدراسة الكون في طفولته.

ويتميز هذا الجرم السماوي بفقر معدني مدقع، إذ أظهرت التحليلات الدقيقة أنه يحتوي على نسبة ضئيلة جداً من العناصر الأثقل من الهيليوم لا تتجاوز 0.8 جزء في المليون، وهو ما يقل بحوالي 20 ألف مرة عن نسبة المعادن الموجودة في شمسنا، ليصنف بذلك كواحد من أنقى النجوم التي عرفتها البشرية حتى الآن.

بدأت قصة الاكتشاف عبر مسح ”سلوان“ الرقمي للسماء الذي التقط الإشارات الأولية لندرة العناصر في النجم، قبل أن ينتقل العلماء لمرحلة الرصد العميق باستخدام تلسكوب ”ماجلان“ العملاق في مرصد ”لاس كامباناس“ بتشيلي، لتأكيد البيانات بدقة متناهية.

وكشفت التحليلات الطيفية المتقدمة مفاجأة علمية، حيث تبين أن النجم يكاد يخلو تماماً من عنصر الحديد، إضافة إلى انخفاض حاد في نسبة الكربون مقارنة بنجوم الجيل الثاني في مجرة درب التبانة، مما يضع النظريات التقليدية حول تبريد الغاز وتشكل النجوم أمام تحديات حقيقية.

ويفرض هذا النقص الحاد في الكربون إعادة النظر في آليات ولادة النجوم، حيث يرجح العلماء بناءً على هذا الاكتشاف أن جزيئات الغبار الكوني قد لعبت الدور المحوري البديل في عملية تبريد السحب الغازية وتكثيفها لتوليد النجوم في العصور الكونية السحيقة.

واعتبرت الجمعية الفلكية بجدة أن هذا الاكتشاف يضع معياراً جديداً لمفهوم النقاء النجمي، متوقعة أن تقود الدراسات المستقبلية إلى العثور على مزيد من النجوم ”شبه النقية“ التي ستعيد تشكيل فهمنا لأصول الكون وتطوره منذ اللحظات الأولى للوجود.