«فزعة» صفوانية تُنظف الجسر الجديد من «طوفان» نفايات الزوار
سطّر شباب مدينة صفوى ملحمة وطنية وتطوعية عفوية على امتداد جسر صفوى - رأس تنورة الجديد، بعد أن شمروا عن سواعدهم لإنقاذ الوجهة البحرية الأحدث في المنطقة الشرقية من ”طوفان“ المخلفات الذي خلفته الأعداد الهائلة من الزوار خلال الأيام الأربعة الأولى لافتتاحه.
وتحول المشهد الحضاري على الجسر الذي دُشن رسمياً قبل 4 أيام فقط، إلى ورشة عمل مفتوحة قادها أبناء صفوى، الذين بادروا بتنظيف الممشى والمواقع المحيطة من بقايا الأطعمة والنفايات البلاستيكية، في رسالة صامتة وبليغة تؤكد أن الوطنية ممارسات وسلوك وليست مجرد شعارات.
وجاءت هذه ”الفزعة الشبابية“ كاستجابة سريعة ومسؤولة بعد تداول مقاطع فيديو أظهرت تكدساً للمخلفات نتيجة الإقبال الجماهيري غير المسبوق من المتنزهين وهواة الصيد، مما هدد بتشويه المعلم الحضاري الجديد والإضرار ببيئته البحرية البكر.
وكان الجسر قد شهد منذ لحظة افتتاحه توافداً بشرياً كثيفاً من مختلف مدن المملكة، حيث تحولت جنباته إلى منصة مكتظة بالصيادين الباحثين عن صيد وفير في منطقة عُرفت تاريخياً بكونها مخزوناً استراتيجياً للأسماك.
وأكد المواطن مهدي المؤمن القادم من محافظة الأحساء أن المنطقة تتمتع ببيئة صحية استثنائية، مستدلاً على ذلك بتواجد أسماك القرش وانتشار غابات ”المنقروف“ الكثيفة، وهي مؤشرات حيوية تدل على نقاء المياه وتوازن النظام البيئي الذي يستوجب حماية صارمة.
وحذر المؤمن في الوقت ذاته من خطورة الصيد الجائر الذي رافق أيام الافتتاح الأولى، داعياً الحشود المتوافدة إلى الاكتفاء بصيد الحاجة الفعلية وإعادة صغار الأسماك للبحر، لضمان استدامة هذه الثروة للأجيال القادمة.
ومن الناحية الفنية، قدم مجتبى النمر وصفة النجاح للمرتادين الجدد، موضحاً أن وقت ارتفاع المد هو الفرصة الذهبية للصيد، وأن استخدام طُعم ”الشنبي“ كفيل بجلب الهامور، بينما يجذب الروبيان أنواعاً مثل الشعوم والفسكر.
ولم يقتصر صدى افتتاح الجسر على أهالي الشرقية فحسب، بل اجتذب زواراً من العاصمة، حيث أبدى الزائر ”محمد نعيم“ القادم من الرياض انبهاره بالموقع الذي وصفه بأنه ”يبيض الوجه“، مؤكداً أن جمال التجربة يكتمل بالوعي البيئي والنظافة.
واختتم شباب صفوى مبادرتهم وإلى جانبهم الصيادون والزوار بدعوة مفتوحة لترسيخ ثقافة ”اترك المكان أجمل مما كان“، معتبرين أن الحفاظ على نظافة الجسر وحماية ثروته السمكية هو الاختبار الحقيقي لوعي المجتمع واستحقاقه لهذه المكتسبات الوطنية.
























