آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 2:11 م

جيولوجي: 2000 بركان في السعودية.. وحرة رهط تخفي 700 فوهة

جهات الإخبارية

كشف أستاذ المناخ بجامعة القصيم الدكتور عبدالله المسند عن حقائق جيولوجية مثيرة حول الواقع البركاني في المملكة، مؤكداً أن أراضي البلاد تستقر فوق الآلاف من البراكين الخامدة التي تمتد جذورها لملايين السنين، وليست ميتة جيولوجياً كما يعتقد البعض.

وأوضح المسند أن النشاط البركاني في المنطقة الغربية واليمن بدأ فعلياً قبل نحو 25 مليون سنة، ليُشكل عبر العصور 13 حرة بركانية رئيسية خلفت حقولاً شاسعة من اللابات السوداء.

وتتصدر المملكة قائمة الدول العربية من حيث الثراء الجيولوجي البركاني، حيث يحتضن غرب البلاد وحده ما يقارب 2000 بركان خامد تنتشر في تضاريسه الوعرة.

وتستحوذ ”حرة بني رشيد“ المعروفة بحرة النار وخيبر على نصيب الأسد بضمها نحو 400 بركان، بينما تتفوق عليها حرة رهط الواقعة بين مكة والمدينة باحتوائها على 700 فوهة بركانية.

وحذر المسند من أن ثوران بركان كبير واحد لمدة أسبوعين فقط كفيل بتغيير معادلة المناخ العالمي، وإحداث تأثيرات ملموسة في درجات حرارة الأرض على نطاق واسع.

واستعاد أستاذ المناخ ذكرى الانفجار الأضخم في تاريخ المنطقة عام 654 هـ، حين ثار بركان جبل الملساء في حرة رهط وتدفق حممه لأيام قاطعةً 23 كيلومتراً.

وتوقفت تلك الحمم البركانية التاريخية على بعد مسافة قصيرة جداً لا تتجاوز 8.2 كيلومتر فقط من الحرم النبوي الشريف، في حدث هز المنطقة آنذاك.

وفصل المسند بين هذا الحدث التاريخي وبين حديث ”نار الحجاز“ التي تضيء أعناق الإبل ببصرى، موضحاً أن ثوران الملساء رغم ضخامته لا يرقى للوصف النبوي المهول المرتبط بعلامات الساعة.

ويرجح التحليل العلمي أن أرض الحجاز قد تشهد في آخر الزمان بركاناً استثنائياً يضيء نوره الشام، وهو مشهد كوني لم يسجله التاريخ البشري حتى اللحظة.

وسلط الضوء على فوهة بركان الوعبة أو ”مقلع طمية“ شمال شرق الطائف، كواحدة من أعمق الفوهات بالمملكة بعمق 250 متراً وقطر يناهز الكيلومترين.

وتمتلك هذه الفوهة المهيبة قدرة استيعابية هائلة تكفي لضم نحو 190 ملعباً رياضياً، أو استيعاب أكثر من 170 ألف سيارة دفعة واحدة في قاعها الملحي.

واختتم المسند حديثه بتنبيه جيولوجي هام مفاده أن الخمود الحالي لا يعني الموت، وأن عودة النشاط محتملة علمياً وتسبقها عادة هزات أرضية متتابعة ومحسوسة.