آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 2:11 م

هواية شعبية أم خطر داهم؟ الصيد على جسر صفوى يثير الجدل

جهات الإخبارية

أشعل تحول جسر صفوى - رأس تنورة البحري، فور افتتاحه، إلى منصة غير رسمية لهواة صيد الأسماك، جدلاً مجتمعياً واسعاً وقلقاً أمنياً متزايداً، إذ يواجه مئات المتنزهين الذين اتخذوا من أكتاف الجسر موقعاً لممارسة هوايتهم تحذيرات جدية من مخاطر مرورية كارثية وتشويه للمشهد الحضاري.

يأتي ذلك وسط تأكيدات رسمية بمخالفة الوقوف في الموقع لأنظمة المرور التي تحظر التوقف نهائياً أعلى الجسور لضمان السلامة العامة.

وشكل التدفق اليومي لأعداد كبيرة من هواة الصيد على جانبي الجسر البحري ظاهرة جديدة لفتت الأنظار وأثارت مخاوف جدية، حيث حذر معارضون من أن الوقوف العشوائي للمركبات وتواجد المشاة على حافة طريق سريع صُمم للحركة الانسيابية يشكل مجازفة عالية الخطورة قد تفضي إلى حوادث دهس مأساوية أو تصادمات مفاجئة.

ووصف عدد من الأهالي المشهد الحالي بتحول الشريان الحيوي في أوقات الذروة إلى ما يشبه الساحة الشعبية المزدحمة، حيث انتشرت بسطات الشاي ومواقع الجلوس العشوائية، مما تسبب في إرباك الحركة المرورية وتعريض حياة سالكي الطريق للخطر نتيجة احتمالية سقوط أدوات الصيد أو المخلفات في مسارات المركبات.

وأبدى عدد من أهالي صفوى ورأس تنورة استياءهم مما وصفوه بتشويه المشهد الحضاري وتهديد البيئة البحرية بالمخلفات البلاستيكية، مطالبين بوضع حد فوري لما اعتبروه فوضى تهدد السلامة، ومشيرين إلى أن الجسور مخصصة لعبور المركبات فقط وليست مهيأة لتكون متنزهات عامة تستقطب التجمعات البشرية.

وقال محمد العيسى: ”الموضوع يفشل ومحرج ومزعج… الجسر صار زحمة وفعلًا عرضه للحوادث… صار منتزه وبسطات شاي… لازم حد للمهزلة“. فيما تساءل عبدالله اليامي: ”هل يعد منظر تجمع ممارسي الصيد على الجسر مظهرًا حضاريًا؟ وهل في هذا التجمع خطورة؟“.

ورأى البعض أن المنع هو الحل الأمثل، مشيرين إلى أن الجسر يجب أن يكون مخصصًا للمشاة أو للمرور فقط، وليس لممارسة الهوايات التي يمكن أن تُمارس في مواقع مهيأة.

في المقابل، دافع قطاع واسع من المواطنين عن تواجد الصيادين باعتباره ممارسة طبيعية لهواية متجذرة في ثقافة المنطقة الساحلية، مؤكدين أن الجسر يمثل متنفساً حيوياً نادراً يمنحهم إطلالة مباشرة على البحر، وأن ممارسة الصيد تضفي روحاً وحياة على المكان طالما تم الالتزام بالنظافة وعدم التعدي على نهر الطريق.

وقال ماجد محمد: ”بالعكس طبيعي جدًا… يمارسون هوايتهم ولم يعتدوا على أحد… منظرهم جميل وليس تشويه“.

أما صُهاب فاعتبر الظاهرة إيجابية إذا تمت مراعاة الإجراءات اللازمة، مضيفًا: ”هذه هواية محببة لسكان المنطقة… ويجب على الجهات المختصة وضع ضوابط وتنظيمات بدلًا من المنع“.

وقال علي حبيب: ”لا تقتلوا المتعة… الكل ملتزم بالنظافة ولا يوجد ما يشوه المكان“.

من جهتها، حسمت أنظمة المرور الجدل القائم عبر نصوص قانونية صريحة تحظر الوقوف أو التوقف نهائياً على الجسور، مصنفة إياها ضمن المناطق الحرجة التي يمنع فيها التواجد لضمان انسيابية الحركة، ما يضع ممارسي الصيد الحاليين تحت طائلة المخالفات المرورية الصريحة حفاظاً على الأرواح والممتلكات.

وتعالت الأصوات المطالبة بتدخل عاجل من أمانة المنطقة الشرقية والجهات الأمنية لفرض حلول تنظيمية جذرية، تتجاوز ثنائية المنع أو الإباحة، عبر اقتراح إنشاء ممرات آمنة للمشاة أو تشييد ”سقالة صيد“ مستقلة تمتد داخل البحر، لتكون بديلاً آمناً يضمن استمرار الهواية دون تعريض السلامة المرورية للخطر.