آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 2:11 م

زائر من خارج النظام الشمسي يعبر الآن بسرعة خيالية.. هل يهدد الأرض؟

جهات الإخبارية

كشفت الجمعية الفلكية بجدة عن رصد دقيق للمذنب القادم من خارج نظامنا الشمسي ”3I/أطلس“، والذي يمر حالياً بسرعة خارقة تتجاوز 246 ألف كيلومتر في الساعة.

وأظهرت بيانات التلسكوبات الفضائية المتقدمة أن هذا الزائر البين - نجمي يحمل بصمة كيميائية فريدة تهيمن عليها غازات غير مألوفة، مما يؤكد أصوله البعيدة، مع تأكيدات قاطعة بمروره بسلام على مسافة آمنة جداً من كوكب الأرض.

وأعلن المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن سماء العالم تشهد حالياً رصداً استثنائياً لأحد أندر الأجرام السماوية، وهو المذنب ”3I/أطلس“ الذي يُصنف ضمن الزوار القادمين من الفضاء السحيق بين النجوم.

واستندت المعلومات الدقيقة حول المذنب إلى بيانات عالية الجودة وفرتها وكالة ”ناسا“ بالتعاون مع تلسكوبات فضائية عملاقة مثل ”جيمس ويب“ و”هابل“ و”سويفت“، مما مكن العلماء من تفكيك شفرته الكيميائية وتتبع مساره بدقة متناهية.

وتشير التقديرات العلمية إلى أن نواة المذنب صغيرة نسبياً، حيث يتراوح قطرها بين 0.44 و 5.6 كيلومتر، إلا أنها تنطلق في الفضاء بسرعة هائلة تصل عند أقرب نقطة من الشمس إلى ربع مليون كيلومتر في الساعة تقريباً.

وطمأن أبو زاهرة المهتمين بأن المذنب سيعبر النظام الشمسي على مسافة آمنة تماماً تقدر بنحو 270 مليون كيلومتر من الأرض، نافياً وجود أي احتمالية لأن يشكل هذا المرور تهديداً لسلامة الكوكب.

وفيما يخص نشاط المذنب، أظهر الغلاف الغازي المحيط بالنواة أو ما يعرف بـ ”الذؤابة“ تفاعلاً لافتاً، حيث طغى غاز ثاني أكسيد الكربون على مكوناته، مدعوماً ببخار الماء وغازات أخرى مثل كبريتيد الكربونيل، مما يمنحه طبيعة كيميائية خاصة.

ورصدت أجهزة الأشعة فوق البنفسجية معدلات إنتاج للمياه تصل إلى 40 كيلوجراماً في الثانية الواحدة، وذلك عندما كان المذنب على بعد 524 مليون كيلومتر من الشمس، وهو ما يعكس نشاطاً كثيفاً في مساحة محدودة جداً من سطحه.

وأثبتت التحليلات الطيفية أن التركيبة الكيميائية للمذنب تختلف جذرياً عن المذنبات التقليدية التي تنشأ داخل نظامنا الشمسي، خاصة فيما يتعلق بالارتفاع الكبير في نسبة ثاني أكسيد الكربون مقارنة بالماء، مما يعد دليلاً دامغاً على بيئته الأصلية الغريبة.

ووفقاً للنماذج العلمية، تتكون نواة المذنب من جسم غير منتظم الشكل مغطى بطبقة من الجليد والغبار المعدني، حيث يتركز النشاط الغازي في الجهة المواجهة للشمس لتتشكل هالة ضبابية تجمع بين اللونين الأبيض والأزرق الرمادي.

وتظهر النواة نفسها بلون يميل إلى البني الغامق أو الرمادي، بينما يمتد خلفها ذيل غازي خفيف ناتج عن تفاعل الجليد السطحي مع الحرارة الشمسية، ليرسم مشهداً كونياً يجمع بين الجمال والغموض.

وأكد أبو زاهرة أن الصورة الافتراضية المنشورة للمذنب ليست مجرد رسم فني، بل هي محاكاة بصرية دقيقة مبنية على كافة البيانات الطيفية والقياسات الفيزيائية التي تم جمعها، لتعكس شكله وتركيبه بأقرب صورة للواقع.