آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 2:41 م

الشبيب تُعيد «هيبة اليد» بفن «المكرمي» في القطيف

جهات الإخبارية فضيلة الدهان - القطيف

نجحت الحرفية هبة الشبيب في لفت الأنظار بموهبتها الفريدة في فن ”المكرمي“، وذلك خلال مشاركتها في فعالية ”منتجون“ التي تنظمها جمعية القطيف الخيرية بالشراكة مع مكتب الضمان الاجتماعي، حيث قدمت نموذجاً ملهماً للعمل اليدوي المتقن.

وتقف ابنة بلدة ”أم الحمام“ كاستثناء فني، معتمدة على صبر طويل وأنفاس هادئة لنسج الخيوط وتحويلها إلى قلادات وجداريات وإكسسوارات، في محاولة جادة لإعادة الاعتبار للحرف اليدوية التي تعتمد على مهارة اليد البشرية وحدها دون تدخل الآلات أو الإبر التقليدية.

واستعرضت الشبيب في ركنها الخاص تشكيلة واسعة من المنسوجات الدقيقة ذات الألوان المتناغمة، كاشفة أن رحلتها مع هذا الفن بدأت عام 2016 عبر مقاطع تعليمية في الإنترنت، تحولت مع التدريب المستمر من مجرد فضول عابر إلى شغف احترافي ومصدر دخل واعد.

وتعتمد الحرفية في أعمالها على خامات متنوعة من الخيوط أبرزها القطن والصوف، إلا أنها تفضل ”البوليستر“ لمتانته العالية وقدرته على الصمود، موظفة تقنيات معقدة من العقد اليدوية تشمل عقدة التثبيت والمربع ونصف العمود لتشكيل قطع فنية متماسكة.

وعلى الرغم من الجمال الظاهر للمنتجات، إلا أن الشبيب لم تغفل الجانب الخفي لهذه الحرفة، مشيرة إلى أن ساعات النسج الطويلة تفرض ضريبة جسدية تتمثل في آلام مستمرة بالكتفين والرقبة، وهو تحدٍ يومي تواجهه في سبيل إخراج قطع فنية مبتكرة لا تشبه السائد.

ولم تخفِ الشبيب الصعوبات التسويقية التي تواجه مشروعها الناشئ، حيث يصطدم طموحها بضعف سوق ”المكرمي“ وميل المستهلكين نحو المنتجات الصناعية الأرخص سعراً، إضافة إلى بعض النظرات المجتمعية السلبية تجاه العمل الحرفي، والتي تواجهها بالإصرار والاستمرار.

وانطلقت الشبيب في مسارها التدريبي من برنامج ”الحي المتعلم“ الذي صقل موهبتها الأولية، لتنتقل بعدها إلى مرحلة الابتكار الذاتي، حيث تمزج بين التخطيط المسبق للقطع والارتجال الفني اللحظي الذي تفرضه طبيعة الخيوط وتداخل الألوان أثناء العمل.

وتسعى الحرفية الشابة حالياً لتحويل شغفها إلى مشروع تجاري مستدام عبر افتتاح متجر متخصص يعرض إبداعاتها، موجهة رسالة ملهمة للمبتدئات بضرورة التطوير المستمر وعدم التوقف عند العثرات الأولى، مؤكدة أن الفن مساحة تستحق التضحية بالوقت والجهد.