الليلة.. الأرض تفتح نافذة نادرة لرصد «أورانوس» في أقرب نقطة سنوية
يعيش عشاق الفلك في الوطن العربي، مساء اليوم الجمعة 21 نوفمبر 2025، ليلة استثنائية مع وصول كوكب أورانوس إلى ظاهرة ”التقابل“، حيث تصطف الأرض تماماً بينه وبين الشمس، مما يجعله في أفضل وضعية رصد له خلال العام، موشحاً بنور الشمس الكامل ومواجهًا لسكان الأرض طوال الليل.
وأوضح المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن سيناريو هذا الحدث الفلكي يبدأ فلكياً لحظة شروق أورانوس من الأفق الشرقي متزامناً تماماً مع غروب الشمس، ليواصل رحلته عبر قبة السماء حتى يبلغ أعلى نقطة له عند منتصف الليل، قبل أن يودع الأفق الغربي مع بزوغ فجر اليوم التالي.
ورغم الوصف الفلكي لهذه الظاهرة بأنها تضع الكوكب في ”أقرب مسافة“ من الأرض، إلا أن ”أبو زاهرة“ بدد المفاهيم الخاطئة حول القرب الملموس.
وأوضح أن الكوكب لا يزال يسبح في عمق الفضاء على بعد شاسع يناهز 2.77 مليار كيلومتر، ما يعادل 18.51 وحدة فلكية، مما يبقيه هدفاً بعيد المنال للعين غير المسلحة بأدوات رصد.
وتشير المعطيات الفلكية إلى أن لمعان أورانوس يستقر هذا العام عند القدر ”+5.6“، وهو مستوى خافت جداً يجعل رؤيته بالعين المجردة تحدياً صعباً يقتصر فقط على المناطق النائية شديدة العتمة ذات الأجواء الصافية تماماً، بينما يظهر عبر المناظير كنقطة ضوئية خافتة وسط النجوم.
ولفت رئيس فلكية جدة إلى أن التلسكوبات الصغيرة والمتوسطة ستكون الأداة المثالية لهذه الليلة، حيث ستمكّن الراصدين من تمييز الكوكب كقرص ضبابي صغير ذي لون أزرق مخضر، مما يمنح المهتمين فرصة بصرية نادرة لتأمل سابع كواكب المجموعة الشمسيّة.
ولحسن حظ الراصدين، تتزامن ظاهرة التقابل هذا العام مع طور هلال بداية الشهر، حيث تكون إضاءة القمر منخفضة ولا تؤثر سلباً على ظلمة السماء، مما يوفر ظروفاً مثالية ومسرحاً سماوياً مظلماً يسهّل عملية العثور على الكوكب الخافت مقارنة بالليالي المقمرة.
ويتميز موقع أورانوس في سماء الليلة بوجوده ضمن كوكبة ”الثور“، وتحديداً بالقرب من عنقود ”الثريا“ النجمي الشهير، وهي علامة استرشادية بارزة تساعد الهواة والمصورين الفلكيين على تحديد موقعه بدقة باستخدام التطبيقات الذكية لتتبع الخرائط السماوية.
ويُعد هذا الحدث فرصة علمية وتثقيفية ثمينة للجمعيات الفلكية والمهتمين بعلوم الفضاء، لتوثيق حركة الكوكب ودراسة خصائصه الظاهرية في ليلة يُكشف فيها الغطاء عن أحد أبعد وأغمض عمالقة الغاز في نظامنا الشمسي.













