آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 11:21 ص

”الإيمان العظيم“ والعمل على إطفاء الكراهيات!

حسن المصطفى * ‏صحيفة البلاد البحرينية

في لقاء جمع رئيس ”منتدى أبوظبي للسلم“ الشيخ عبدالله بن بيه، مع وفد آسيوي متعدد الأديان، 14 نوفمبر الجاري، طُرحت مقاربة عملية لدور الدين في المجال العام بعيدًا عن الاستخدام السياسي أو التوظيف الهوياتي الضيق. فقد أكد العلامة بن بيه أن ”التعاون هو أساس التقدم الإنساني“، مشيرًا إلى أن النزاعات لا تبدأ من الميدان، بل ”تبدأ في القلوب“، وأن مهمتنا ”إطفاؤها هناك“. هذا التشخيص الدقيق يقدم إطارًا عمليًّا لفهم مسببات التوترات الدينية والثقافية في آسيا والشرق الأوسط والغرب، حيث يؤدي غياب الحوار إلى توسع دوائر التوجس والقطيعة، الأمر الذي ينتج سوء الفهم وتعارض الأفكار وصراعها!

اللقاء تميز بتنوع المشاركين فيه من مسلمين ومسيحيين وبوذيين، ما يعكس اتجاهًا متناميًا نحو بناء شراكات عابرة للأديان والثقافات، أساسها الاحترام والبناء على القيم المشتركة لا التفوق العقدي. اللافت في خطاب الشيخ عبدالله بن بيه هو توصيفه أن الدين ينبغي أن يكون ”عامل استقرار ورحمة، لا سببًا للنزاع“ وهذا الطرح يضع المسؤولية على القادة الدينيين لتجديد دورهم في الحد من العنف الرمزي والكراهية، وفي تأسيس لغة مشتركة حول الكرامة الإنسانية.

المسار ذاته برز في كلمة الأمين العام لـ ”منتدى أبوظبي للسلم“ المحفوظ بن بيه في العاصمة البريطانية لندن، خلال فعالية ”الإيمان العظيم“ عندما تحدث عن تضحيات المسلمين في الجيش البريطاني خلال الحربين العالميتين، رابطًا هذه المشاركة بمبدأ ”المواطنة الشاملة“، إذ قال إن الوجود المسلم ”جزء أصيل من نسيج الحياة البريطانية“، وإن التذكر ليس عملًا عاطفيًّا بل إنه ”تجديد لقيم العدل والرحمة وكرامة الإنسان“.

ما يجمع الحدثين أعلاه هو التأكيد على أن الدين حين يُفهم كمنظومة قيم عليا، يكون قادرًا على إعادة بناء الثقة بين المكونات الاجتماعية المختلفة، وعلى تعزيز حضور المسلمين كمواطنين فاعلين في الدول الغربية التي يعيشون فيها؛ ليس بوصفهم جماعات منفصلة، بل شركاء في إنتاج السلم وبناء الحضارة وصناعة مستقبل يتشارك فيه الجميع بمساواة، محققين الرفاهية والعدالة والتنمية للمواطنين كافة دون استثناء.