فارس «البحاري» يترجل عن صهوة جواده ليبيع «البليلة» في الأسواق
سطّر المواطن حسين العليوي قصة كفاح امتدت لعشرين عاماً، تحول خلالها من خيال محترف ومدرب للخيول إلى أشهر بائع ”بليلة“ متجول في محافظة القطيف.
وجاءت النقلة النوعية في حياة العليوي بمحض الصدفة أثناء تواجده في أحد سباقات الخيل، حين اقترح عليه صديق فكرة بيع المأكولات الخفيفة، ليترجم الاقتراح إلى واقع ملموس خلال أسبوع واحد فقط، بادئاً رحلة تجارية جديدة ومستدامة.
وانطلق ابن بلدة البحاري بمشروعه من ساحات السباقات، متدرجاً نحو ”حراج“ الخميس، ليتوسع لاحقاً ويصبح ركناً أساسياً في الأسواق الأسبوعية المتنقلة بين الأوجام، وتركيا، والمنيرة، والدخل المحدود، والربيعية.
وتجاوزت شهرة عربة العليوي حدود الأسواق الشعبية لتقتحم صالات الأفراح والمناسبات الاجتماعية، مستفيداً من ”موضة“ تقديم البليلة والذرة والكنافة ضمن توزيعات الضيافة، مما فتح له باب رزق إضافي يغطي المواسم والإجازات.
ولجأ العليوي إلى العمل الحر وذلك بعد تجربة سابقة غير موفقة في مجال ميكانيكا السيارات أغلقت أبوابها بسبب تراكم الديون وخجله الشديد من مطالبة الزبائن بحقوقه المالية.
ويتبنى العليوي فلسفة اجتماعية تقدمية تكسر الصور النمطية، إذ يفاخر بمهارته في الطبخ المنزلي التي ورثها عن والدته، مؤكداً أنه كان يتولى إعداد الغداء يومياً لزوجته أثناء عملها في مدينة بريدة، انطلاقاً من مبدأ ”الحياة مشاركة“.
ويواجه المشروع تحديات تحد من توسعه وتحويله إلى كيان تجاري ضخم، أبرزها الأنظمة التي تمنع الموظف الحكومي من استقدام العمالة، إضافة إلى رغبته في تجنب المخاطر المالية والالتزامات الكبيرة التي قد تتطلب رؤوس أموال ضخمة.
ويرى البائع الستيني في عمله اليومي متعة نفسية تتجاوز العائد المادي، واصفاً وقوفه أمام القدور واختلاطه بالناس بأنه ”تسلية وتغيير جو“، مما يمنحه طاقة إيجابية ورضاً عن النفس لكونه يعمل فيما يحب.


















