آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 11:57 ص

الاستغلال في أبشع صوره

جمال حسن المطوع

الاستغلال عادة بشعة يستغلها ضعاف النفوس للابتزاز في تحقيق مآربهم وغاياتهم الخارجة عن الإنسانية من أجل تحقيق مصالحهم، تتخذ هذه العادة أشكالا عديدة، وهي قمة الإسقاط السلوكي والأخلاقي والاجتماعي، ولا يقدم عليها إلا من باع ضميره ودينه، وهذه العادة السيئة للأسف الشديد منتشرة بين ظهرانينا، والضحايا هم من لا حول لهم ولا قوة، وقد اضطرتهم الظروف المادية والمعيشية والحياتية للانصياع لهؤلاء المستغلين الذين وضعوهم بين فكي كماشة، فإن قالوا «لا» ضاع مستقبلهم وحياتهم، وإن استجابوا فقد وقعوا في مصيدة خطيرة وعواقبها وخيمة.

وقد بلغني عدد من الحوادث التي يتداولها أناس من أهل الثقة والاطلاع، يتحدثون عنها وهم ببالغ الأسى والحزن والألم الذي يعصر قلوبهم، وما سمعوه يشيب منه الولدان، ويتناقلونه على ألسنتهم، ويحدثون به غيرهم لأخذ العظة والعبرة، وهذه الحوادث متنوعة في أساليبها وطرقها، يتخللها المكر والخداع، فيقع المجني عليهم فريسة ولقمة سائغة، وما أكثر هؤلاء الماكرين في زمننا الحاضر، الذين لا يتورعون عن منكر فعلوه؛ فتراهم كالذئاب في ثياب إنس، يستغلون الفرص بلا وازع ولا رادع، فكل همهم تحقيق ما يسعون إليه، لا يفرقون بين حلال وحرام، هدفهم استغلال المحتاجين الذين ألجأتهم الظروف لفعل ما ينافي شرع الله تحت التشويق تارة والجبر والإكراه تارة أخرى.

وعلى سبيل المثال: هو الاضطرار والحاجة والظروف القاسية تجبر هؤلاء المحتاجين إلى مد أيديهم إلى المستغلين ليقولوا لهم بصريح العبارة: «نفذوا شروطنا صاغرين حتى ولو على حساب عزتكم وشرفكم وكرامتكم، افعلوا ما نريد منكم ثم تحصلون على ما تريدون». وهكذا تتكرر المأساة، فندور في حلقة مفرغة ما لم تتكاتف الجهود الذاتية والمعنوية لإيقاف هذا المسلسل، ويقف المجتمع صفا واحدا على محاربة هذه الظواهر السلبية ونبذها، وذلك بقطع الطريق على هؤلاء المستغلين، من خلال توعية مكثفة، وبذل الجهود لاستيعاب المحتاجين والمضطرين وتلبية متطلباتهم بإشراف الجمعيات الاجتماعية والمؤثرين من أهل الخير والصلاح، يدا بيد، لمعالجة هذه القضايا الشائكة، وسد الأبواب في وجه أولئك الانتهازيين، والله الموفق.