آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 9:11 ص

أنسج مِلاح الحزن

أحمد رضا الزيلعي *

أنسج مِلاح الحزن [1] 

قصيدة لعزيزنا أخي الصغير الشيخ محمد هاشم الهاجوج - الذي سبقنا في ميادين الشعر من سني مراهقته فالشعر فن لا يعترف بالعمر.. فقط يعترف بالمهارة والمشاعر - وهذه القصيدة بمناسبة ولادة ديوانه الأول ”وسقطت دمعة“ حيث نضدت حروفها قبل أرى الديوان قسماته جماله «كما ذكرت في البيت الأخير» … وقبل أن أشتم أحزان آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين من خيامه المحروقة وبابه ومسماره ومن هامة العرش فيه ومن ما أنبته السم في الأكباد الطاهرة ومن المصيبة العظمى التي شيبت رأس عالم الموجودات.. فليس مثل الحسين بعد الخمسة أجمعين.

ديوان فيه لمسات مميزة خصوصاً الافتتاحية في كل قسم التي تنم عن ذكاء ومهارة في شاعرنا المبدع.. وفأله التوفيق ليكون أيقونة أدب في سماء طيبة الطيبة وإن شاء الله نرى ديوانه من الشعر الفصيح قريباً:

غَرِّدْ بِمَا أَوْحَاهُ قَلْبُكَ لِلْمَدَى
كَيْ يُورِقَ الْأَذْهَانَ شِعرُكَ بِالنَّدَى

غَرِّدْ فَطُهرُ الآل بِكْرٌ غِيدُهُ
وبِكَفِّكَ الْأَكْفَاءُ كَيْ مَا تُفْتَدَى

غَرِّدْ بَدِيعَكَ يَا حِجَازٍيَّ ”الصَّبَا“
كَيْ تُشجِيَ الأَحشَاءَ مُوسِيقَى الردى

بِي لَهْفَةٌ لِعِنَاقِ بِكْرِكَ صَاحِبِي [2] 
حِضْنُ الْبُكُورِ يُشَابِهُ حِضْنَ الشَّذَى

أَوقِدْ سَنَا الشِّعْرِيِّ فِي سَاحَتِنَا
واْسرج قَوَافِيَكَ اِكْتساحاً لِلصدى [3] 

كَيْ مَا يَسِيرَ عزاؤنا فِي إثْرِهَا
يَا نِعْمَ مَنْ شَقَّ المَفَاوِزَ.. إن حدا [4] 

مَا كَحَّلَتْ عَيْنِي مَقَاطِعُ حُسْنِهِ [5] 
لَكِنَّكَ الْمَعْرُوفُ عِندِي بِالْهُدَى

 

[1]  ملاح جمع مَليح: «اسم» صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ملُحَ

رَجُلٌ مَلِيحٌ: ذُو مَلاَحَةٍ، وَسيمٌ

المقصود جمال شعره في التصوير الحزن المقدس.

[2]  أي الديوان الذي هو باكورة إصداراته

[3]  أسرج الفرسَ: شدّ عليه السَّرْجَ، أي الرَّحْل الذي يُوضع على ظهره فيُقْعد عليه

[4]  حداء: من حدا حداءا فهو حاد وحداء، وحدا الإبل: ساقها وحثها على السير بالحداء، والحداء هو الغناء للإبل والحداء مستثنى من الغناء المحرم عند الأكثر، وهو جائز ما لم ينطبق عليه عنوان آخر محرم.

[5]  المقصود هو الديوان
مهندس مشروع والتخطيط - مدير مشروع معتمد من PMI