آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 7:11 م

”رفضتها لأنها 900 جرام“.. قصة أم تهز فعالية يوم الخدج بتاروت

جهات الإخبارية فاطمة آل إسماعيل - جزيرة تاروت

سلطت فعالية ”يوم الخدج العالمي“، التي نظمتها جمعية تاروت الخيرية على مدى يومين وسط حضور واسع، الضوء على الأثر النفسي العميق لولادة طفل خديج، من خلال قصة إنسانية مؤثرة لأم طفلة ولدت بوزن 900 جرام فقط.

وروت ”أم ليان“ تفاصيل تجربتها القاسية، موضحة أنها عند رؤية طفلتها ”ليان“ لأول مرة في الحاضنة، لم تتخيل يوماً أن تصبح أماً لطفلة بهذا الحجم الدقيق، واصفة إياها بأنها كانت ”محاطة بالأسلاك والأنابيب“.

واعترفت الأم بأنها شعرت بالخوف الشديد من مظهر طفلتها، ووصلت إلى مرحلة ”الرفض“.

وأرجعت ذلك إلى شعورها بأن الطفلة ضعيفة جداً، وأنها كأم كانت ”أضعف من أن تكون أماً لها“، مشيرة إلى مزيج من مشاعر الغضب، والخوف من المسؤولية، واحتمال فقدانها.

وأشارت إلى أن هذا الرفض لاحظه زوجها، الذي سارع بطلب المساعدة والدعم من الفريق الطبي. وأكدت الإخصائيات في القسم أن هذه الصدمة النفسية التي يتعرض لها بعض الأهالي هي حالة شائعة وتحتاج إلى تدخل فوري ودعم متخصص.

وبدأت الأم جلسات دعم نفسي مكثفة، تضمنت فهم حالتها ومشاعرها، وتعريفها بالحالة الطبية لطفلتها، بالإضافة إلى تدريبها على اللمس العلاجي المعروف بـ ”رعاية الكنغر“.

ووصفت التحول السريع بأنه حدث بعد أيام قليلة، حين استطاعت مد يدها داخل الحاضنة ولمس طفلتها ”دون خوف“. وأدركت تماماً مدى قوة ابنتها عندما تجاوبت معها، لتتحول من حالة الرفض إلى الاحتضان الملازم لسرير الحاضنة لساعات طويلة.

واختتمت ”أم ليان“ قصتها بالتأكيد على أنها كانت تظن أنها لا تصلح للأمومة، لكن طفلتها ”ليان أعادت صنع أمومتها من جديد“.

وجاءت هذه القصة ضمن فعالية الجمعية التي ضمت أركاناً توعوية متعددة.

وأكدت فرق العناية بالمواليد الخدج المشاركة أن الدعم النفسي للأهالي لا يقل أهمية عن الرعاية الطبية المكثفة للطفل، مشددين على أن الأب شريك أساسي في احتواء التجربة، وأن التدخل المبكر يحمي كلاً من الطفل والأم من آثار نفسية طويلة المدى.