نُورُ البَقيع
نُورُ البَقيع
يا ضياءً تهادى خلفَ سِناها
يُومِضُ الدهرُ ما أضاعَ دُعاها
أُغلِقَ البابُ، فانثنى الصبرُ آهًا
حينَ صابَ الجدارَ مَسَّ ضياها
أيُّ بابٍ لقي المواجيعَ صُبرًا
وانحنتْ في ثراهِ روحُ تُقاها
ذابتِ الروحُ في فِناءاتِ طهَ
واحتواها الحنينُ حتّى طَواها
كيفَ غابتْ؟ وهلْ تَغيبُ وجوهُ الـ
كونِ عن فجرِها الذي قد أضاها
يا لها من نجابةٍ في سُكونٍ
تحتوي في الثرى ضياءَ خُطاها
قد نسوا أنّها بقلبِ نبيٍّ
وبهاءِ الهدى تجلّى ضُحاها
همسَتْ في الدُّجى عليًّا بصبرٍ
قَدْ أذابَ الأسى نِصالَ غشاها
أوصَتِ الضلعَ أنْ يُدارِي عليًّا
أنْ يراهُ الأسى، ويشجو وِصاها
أوصَتِ الجفنَ أنْ يُدارِي بشوقٍ
لم يزلْ في الخفوقِ يُحيي صِباها
قالَ دمعي: إنْ تأوَّهتُ يومًا
فهوَ تسبيحُها إذا ما دَعاها
واحتواها الحنينُ حتى كأنَّ الـ
ليلَ يُصغي، الضلوعُ فيما اعتراها
غابَ وجهُ الندى فآهٍ لِآهٍ
حينَ وارى التُّرابُ سرًّا طواها
وانثنى الطهرُ في الدياجيِ هديًا
حانيًا بالحنانِ إذْ قد رَعاها
نامَتِ الأرضُ وهي تبكي نُقياً
قد جفاها الرُّقادُ حتّى ثَراها
يا تُرابَ البقيعِ فاشهدْ عليها
كمْ تَهاوى الوجودُ تُرْبًا حواها
صاحَ قلبُ الأذانِ حتّى ظننَّا
أنَّ صوتَ القيامِ جُرحًا نَعاها
يا عليًّا، مضتْ إلى اللهِ روحٌ
فيكَ آوتْ، وصاغَ نُورَ نَقاها
فانطوى الحزنُ في المدى في خشوعٍ
كلُّ شيءٍ خبا وظلَّ سَناها













