الدكتورة الحسن ترصد أسباب زيادة ”الخدج“.. وتكشف تطور وحدات العناية بالقطيف
أكدت الدكتورة مي الحسن، استشارية الأطفال حديثي الولادة بمستشفى القطيف المركزي، أن الغالبية العظمى من الأطفال الخدج يمكنهم التمتع بنمو سليم وحياة طبيعية تماماً، شريطة حصولهم على المتابعة الطبية الدقيقة والرعاية المناسبة.
جاء ذلك في سياق إعلان المستشفى عن مواجهته للمفاهيم المجتمعية الخاطئة، التي رصدت أبرزها في الخوف من لمس الطفل الخديج أو الاعتقاد الخاطئ بحتمية إصابته بإعاقة.
ولتصحيح هذه المفاهيم وتقديم الدعم المتكامل، ينظم قسم الأطفال والتطوع الصحي بشبكة القطيف الصحية، بالتعاون مع اللجنة الصحية بجمعية تاروت الخيرية، فعالية رئيسية بمناسبة اليوم العالمي للأطفال الخدج 2025.
وتُقام الفعالية تحت شعار ”امنح الأطفال الخدج بداية قوية لمستقبل أكثر إشراقاً“، وذلك في ”روضة تاروت النموذجية“.
وأوضحت الدكتورة الحسن أن اختيار الروضة كمقر للفعالية، التي تمتد ليومي الخميس والجمعة 6 و 7 نوفمبر، يهدف للوصول المباشر إلى شريحة واسعة من الأسر والأمهات في بيئة مجتمعية وتعليمية قريبة منهم.
ووصفت الشراكة مع ”خيرية تاروت“ بأنها نموذج للتكامل الحيوي بين القطاع الصحي والمجتمع المدني لنشر التثقيف الصحي بلغة بسيطة وميسرة.
وكشفت استشارية حديثي الولادة عن رصد ارتفاع طفيف في معدلات الولادة المبكرة بالمحافظة خلال السنوات الأخيرة.
وعزت ذلك لعدة عوامل، منها تحسُّن الخدمات الصحية الذي رفع مستوى رصد ومتابعة الحوامل ذوات الخطورة العالية، إلى جانب بعض الحالات الصحية المزمنة لدى الأمهات مثل فقر الدم المنجلي، السكري، وارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.
ولتجاوز الأساليب التوعوية التقليدية، أكدت الحسن أن الفعالية ستعتمد على دمج الفن والترفيه لتبسيط المفاهيم الطبية الحساسة. حيث سيتم تقديم ”مسرح تفاعلي“ وبمشاركة فنانين، بهدف تحويل التوعية إلى تجربة إنسانية ممتعة تعزز التفاعل وتزيل حاجز التوتر المرتبط عادةً بالنقاشات الطبية.
وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه الكوادر الطبية، أشارت الدكتورة مي إلى أن التعامل مع حالات الخدج شديدي الصغر، الذين يحتاجون لأجهزة تنفس متقدمة ومراقبة دقيقة، يمثل التحدي الأبرز.
وأضافت أن الجانب النفسي للأسر يتطلب مرافقة مستمرة وتثقيفاً دقيقاً لتخفيف قلقهم ومساعدتهم على فهم رحلة العلاج الطويلة.
وطمأنت الحسن أهالي المحافظة بالتطور الكبير الذي شهدته شبكة القطيف الصحية، مؤكدة أن مستشفى القطيف المركزي يمتلك اليوم إمكانيات متقدمة ووحدات عناية مركزة لحديثي الولادة ”NICU“ مجهزة بأحدث أجهزة المراقبة والتنفس الصناعي، ما يتيح استقبال الحالات الحرجة من مختلف مراكز المنطقة.
وشددت على أن رحلة الدعم لا تنتهي بخروج الطفل من المستشفى، بل يتم تفعيل برنامج متابعة منتظم يشمل زيارات دورية للعيادات، وتقييماً دقيقاً للنمو والتغذية، ودعماً متخصصاً للرضاعة الطبيعية، بالإضافة إلى الإرشاد النفسي للأم لضمان استقرار نمو الطفل.
واختتمت الدكتورة الحسن بتوجيه نصيحة أساسية للأمهات الحوامل بضرورة الالتزام المطلق بزيارات المتابعة الدورية، والاهتمام بالتغذية السليمة، وتجنب الإرهاق والتوتر.
وبعثت برسالة دعم للأسر التي تمر حالياً بتجربة وجود طفل خديج في العناية المركزة، قائلة إن الأمل كبير، وإن كل يوم يقضيه الطفل في العناية هو خطوة نحو الحياة، مؤكدة أن الصبر والتعاون الوثيق مع الفريق الطبي هما مفتاح تحويل هذه التجربة الصعبة إلى قصة نجاح.













