آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 7:11 م

”دلتا قيفاوس“ يزين سماء المملكة الليلة.. النجم الذي كشف اتساع الكون

جهات الإخبارية

تشهد سماء المنطقة مساء اليوم الثلاثاء، ظهوراً مميزاً لأحد أشهر النجوم المتغيرة، ”دلتا قيفاوس“، الذي يكتسب أهمية تاريخية كبرى لدوره المحوري في تغيير فهم البشرية لحجم الكون واتساعه.

وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبوزاهرة، أن هذا النجم يمثل النموذج الأولي الذي سُميت فئة ”النجوم القيفاوية“ باسمه.

ويُظهر ”دلتا قيفاوس“ انتظاماً كونياً دقيقاً، حيث يتغير سطوعه بنسبة تقارب الضعف خلال دورة ثابتة تستغرق 5,366 يوماً.

وأشار أبوزاهرة إلى إمكانية رصد هذا التغير بالعين المجردة في المواقع المظلمة، أو عبر منظار صغير، من خلال مقارنة لمعانه بالنجوم المجاورة له.

ويمكن العثور على كوكبة ”قيفاوس“، التي تحتضن النجم، في الجهة الشمالية للسماء بعد غروب الشمس خلال أمسيات شهري نوفمبر وديسمبر، وهي تظهر على هيئة منزل صغير ذي سقف هرمي، ويقع ”دلتا قيفاوس“ عند زاويته السفلية اليسرى.

ويعود سبب هذا التغير، بحسب أبوزاهرة، إلى كون النجم من فئة ”النجوم النابضة“. فهو يتمدد وينكمش بشكل دوري نتيجة اضطرابات في توازنه الداخلي، مما يؤدي إلى تغير نصف قطره بنسبة تصل إلى 30%، وهو ما يسبب التباين الملحوظ في درجة حرارته ولمعانه في مشهد يعكس ”نبض الكون“.

وتتجاوز أهمية ”دلتا قيفاوس“ مجرد الرصد البصري، ففي عام 1923، مكّن اكتشاف هذه الفئة من النجوم العالم الأمريكي إدوين هابل من قياس المسافة إلى مجرة ”أندروميدا“.

هذا القياس برهن لأول مرة أن المجرة تقع خارج حدود مجرتنا ”درب التبانة“، وهو اكتشاف تاريخي أثبت أن الكون أوسع بكثير مما كان يُعتقد.

واعتبر أبوزاهرة أن رصد هذا النجم يمنح الهواة والمهتمين فرصة فريدة لمعاينة أحد أجمل النماذج الطبيعية لقياس الزمن والضوء، ويذكرنا بأن الكون، رغم اتساعه، ينبض بإيقاع منظم يعكس دقة النظام الكوني.