آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 1:30 م

لنعطي من يستحق الشكر والعرفان حقه

جمال حسن المطوع

نحتاج في زمن تغيرت فيه المعايير إلى إعادة الدفة إلى وجهتها الصحيحة، وإعطاء كل ذي حق حقه، لمن يستحقون ذلك بالإشادة لما قدموه ويقدمونه من نشاط فعال في وضع النقاط على الحروف، ومتابعة الحراك الاجتماعي والحضاري والعلمي والثقافي بأشكاله المتنوعة والمتعددة على كل الصعد، ولا نبخسهم حقهم في تسليط الأضواء على منجزاتهم الهادفة والقيمة، ويأتي ذلك مصداقا للآية الكريمة التي تقول:

﴿وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ [الأعراف: الآية 85]

فعلا، فالآية أشارت إلى مفهوم دقيق وحساس وذو مغزى عظيم، نبهتنا إليه بعدم التقليل من قيمة أي شخص أو سلبه حقوقه المعنوية التي ساهم ويساهم فيها بكل ثقة واعتزاز، لأنه يراها هدفًا ساميًا يسعى إليه كل ذي لب ورؤية وحكمة، يسجلها في تاريخ حياته كوسام شرف يفتخر به ليكون عنوانًا بارزا في سيرته وسجل أعماله.

من هنا لا بد من توجيه البوصلة إلى من هم يستحقون ذلك، وتركيز الأضواء عليهم نظرا لجهودهم المعنوية والحركية ذات الأبعاد الوطنية والرمزية الإنسانية التي تهدف ضمن استراتيجيتهم وجل اهتمامهم إلى إبراز المتفوقين علميا وعمليا، ومن حققوا المراكز الأولى وأصبحوا إعلاما وأيقونات ناصعة يشار إليها بالبنان لتفوقهم وإبداعهم وتألقهم فكرا ومعرفة ونضوجا في محيطهم ووطنهم، ليأخذوا نصيبهم من التشريف والإشادة التي هم أهل لها.

وقد تصدى لهذا التتويج وإشهاره وإظهاره برغبة جامحة ومخلصة كوكبة من الرجال الأوفياء الذين أخذوا على عاتقهم، وما زالوا يلعبون دورا في مسرح الحياة، فأوقدوا شعلًا مضيئة لا يمكن نكرانها أو تجاهلها، ففعالهم ومسيرتهم وإنجازاتهم شاهدة عليهم، كل من موقعه بما بنوا وأسسوا فيه وتفردوا به من الأنشطة الاجتماعية والتطوعية، حيث تراهم كخلية نحل لا تكل ولا تمل في عطائهم المتميز. فكل تلك المجهودات التي قاموا بها هي لوجه الله تعالى أولا، ثم للواجب الاجتماعي والوطني ثانيا.

ومن جهة أخرى، لهم نشاطات وأدوار فعالة في تكريم بعض الرموز الدينية الفاعلة ووجهاء المجتمع أصحاب الأيادي البيضاء، ومتابعتهم الدائمة والحثيثة في القيام بجولات مكوكية لزيارة بعض الأدباء المتمرسين في الثقافة والأدب والكتابة والصحافة الإلكترونية، والإشادة والفخر بهم، كما لهم صولات وجولات في زيارات متعددة على تماس بالواقع المجتمعي ومشاكله وقضاياه، وكذلك العروج على بعض المربين من المدرسين الأفاضل وتقديم الدروع التذكارية والقصائد الشعرية وفاءً لهم في تربية الناشئة ليكونوا رجال المستقبل.

كل هذه الأنشطة والبرامج الحيوية والمعنوية التي يقوم بها هؤلاء الثلة الكرام تحت مسميات «نوادٍ أدبية واجتماعية» نشطة وحركة، أعضاؤها لهم دور بارز، يبذلون الغالي والنفيس، متفانين ومتعاونين بشكل لا مثيل له، لهو دليل على المثابرة والوفاء. فلهم منا كل التقدير والتبجيل على أداء الواجبات والمهمات الإنسانية والأخلاقية والأدبية، فهم يستحقون كل ذلك وأكثر.

فدمتم يا خير الرجال عزًا وفخرًا، تحيطكم الرعاية الإلهية وتمطركم بالرياحين وعبق الزهور في مسيرتكم التي ستخلدها الأجيال على صفحات التاريخ بحبر من ماء الذهب، وأمدكم الباري جلّت قدرته بطول العمر المديد في خير وعافية، فأنتم المثل والقدوة لكل شباب ورجال المستقبل في السير على خطاكم لتزداد فيه الهمم والطموحات إرادة وعزما.

والسلام ختام.