آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 7:11 م

أخصائية نفسية: 1 من كل 5 أشخاص يعانون نفسياً في الكوارث.. والتدخل المبكر ”وقائي“

جهات الإخبارية

كشفت أخصائية نفسية عن حاجة ملحة لدمج التدخلات النفسية الأولية ضمن خطط الاستجابة للطوارئ، مؤكدةً أن الأزمات والكوارث تخلف أثراً نفسياً بالغاً يتطلب استجابة سريعة وفعالة.

أوضحت الأخصائية النفسية الإكلينيكية شروق الخميس، أن الإحصائيات العالمية تشير إلى حجم المشكلة؛ فوفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني واحد من كل خمسة أشخاص في مناطق الكوارث من اضطرابات نفسية.

جاء ذلك خلال حلقة تحت عنوان ”الأزمات التأثير والعلاج“ في سياق اليوم العالمي للصحة النفسية، ضمن بودكاست الأصدقاء في قناة أصدقاء تعزيز الصحة النفسية بالقطيف.

وأشارت الخميس إلى أن ما يقارب 80% من الأشخاص الذين يتعرضون لصدمة كارثية، تظهر عليهم اضطرابات نفسية واضحة خلال الأشهر الثلاثة الأولى.

وشددت على أن هذه الفترة ”حرجة“، حيث يعمل الدعم النفسي المبكر كإجراء ”وقائي“ يهدف إلى تجنب تفاقم الخسائر النفسية، مؤكدةً أن معدلات الشفاء ترتفع بشكل ملحوظ عند تقديم المساعدة في هذه النافذة الزمنية.

وعلى الرغم من هذه الأهمية، لفتت الخميس الانتباه إلى فجوة كبيرة في الاستعداد العالمي، موضحة أن 17% فقط من الدول منخفضة الدخل هي التي تدرج الجانب النفسي ضمن خطط الطوارئ الخاصة بها، مما يستدعي رفع مستوى الوعي بأهمية هذا الجانب.

وأكدت أن هذه التدخلات لا تقتصر على الأخصائيين، بل يمكن للأشخاص العاديين تقديم ”الإسعافات النفسية الأولية“ بعد تلقي التدريب المناسب، وهو أمر حيوي في ظل الارتباك الذي يصاحب الكوارث.

وأضافت أن التركيز العالمي على هذا الشعار ليس عشوائياً، بل يستند إلى دراسات سريرية، مستشهدةً بتجربة حديثة أجريت عقب زلازل تركيا وسوريا، أثبتت أن التدخلات النفسية الأولية حسّنت بشكل ملموس مستوى ”الصلابة النفسية“ وسرعة تجاوز الأزمة لدى المتضررين.

وفي سياق متصل، نوهت الخميس بالجهود الإنسانية التي تقدمها منظمات مثل مركز الملك سلمان للإغاثة، والتي تتضمن فرقاً من المتطوعين النفسيين لتقديم الدعم في مناطق الكوارث والحروب، كجزء لا يتجزأ من المساعدات الطبية والإنسانية.

وميزت الخبيرة النفسية بوضوح بين ”الصدمة“ و”الضغوط الحياتية“، مبينة أن الصدمة ”Trauma“ هي حدث يهدد الأمن الجسدي أو النفسي للإنسان بشكل مباشر، مثل مشاهدة العنف أو التعرض لكارثة، بينما الضغوط الحياتية تتحدى قدرة الفرد على التكيف، مثل ضغوط العمل أو الانتقال لبيئة جديدة.

وحول آلية التأثير، شرحت الخميس أن الصدمات القاسية تفاقم إفراز هرمونات التوتر كالكورتيزول والأدرينالين، مما يؤثر مباشرة على مناطق في الدماغ.

وأوضحت أن هذا التغير الكيميائي يعطل عمل ”الحصين“ ”Hippocampus“ المسؤول عن ذاكرة الأحداث والسياق، بينما ينشط ”اللوزة الدماغية“ ”Amygdala“ المسؤولة عن الذاكرة الشعورية.

ويفسر هذا الخلل البيولوجي، بحسب الخميس، سبب معاناة الناجين من ”الفلاش باك“ ”Flashback“ أو استعادة الذكريات المؤلمة؛ حيث يتذكر الشخص الشعور بالخوف والألم بقوة، بينما قد تكون تفاصيل الحدث نفسه غائبة أو مشوشة.

وذكرت أن استجابة الأفراد للصدمات تختلف بناءً على عوامل وراثية وبيئية ونوع الشخصية، مشيرةً إلى نظريات تصنف بعض الشخصيات ”مثل Type A العصبية التنافسية، أو Type D التي تميل للتشاؤم“ كأكثر عرضة لاضطرابات معينة.

واختتمت الخميس بنظرة تفاؤلية، مؤكدةً أن الدماغ البشري يمتلك قدرة كبيرة على التكيف والشفاء.

وأشارت إلى وجود علاجات حديثة أثبتت فعاليتها، مثل تقنية ”EMDR“ التي تعيد معالجة الذكريات الصادمة، وعلاجات ”القبول والالتزام“ ”ACT“ التي تساعد الفرد على تقبل التجربة المؤلمة كجزء من حياته، والالتزام بقيمه للمضي قدماً.

?si=T-0Tn9ZCjYrFekGd

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
ابو يوسف
[ القطيف ]: 4 / 11 / 2025م - 2:50 م
هل التنويم المغناطيسي حقيقة أم وهم ؟ اتمنى على الاخصائية تفيدنا .