فرصة نادرة.. ”الكوكب المراوغ“ يزين سماء الغرب بعد الغروب مباشرة
تشهد سماء المملكة والمنطقة العربية، مساء اليوم الأربعاء، حدثاً فلكياً مميزاً، حيث يصل كوكب عطارد إلى استطالته العظمى الشرقية.
ويمثل هذا التوقيت أفضل فرصة خلال العام الجاري لرصد الكوكب بالعين المجردة، إذ سيظهر لامعاً في الأفق الغربي بعد غروب الشمس مباشرة ويستمر لعدة أيام.
وأوضحت الجمعية الفلكية بجدة، على لسان رئيسها المهندس ماجد أبو زاهرة، أن الكوكب سيبلغ زاوية 23 درجة عن الشمس، وبلمعان يصل إلى -0.2. وسيبدأ عطارد بالظهور فور غروب الشمس على ارتفاع منخفض، قبل أن يغيب سريعاً بعد فترة وجيزة.
ويمنح هذا الحدث هواة الفلك فرصة نادرة لرصد ما يُعرف بـ ”الكوكب المراوغ“.
وتعود هذه التسمية، بحسب أبو زاهرة، إلى صعوبة مشاهدة عطارد رغم سطوعه، نظراً لقربه الدائم من وهج الشمس، مما يحصر رصده في فترات زمنية قصيرة جداً إما بعد الغروب أو قبيل الشروق.
وفسّر أبو زاهرة أن الاستطالة هي أقصى زاوية ابتعاد للكوكب عن الشمس عند رصده من الأرض. وتكون الاستطالة ”شرقية“ عندما يقع الكوكب شرق الشمس، ليُرى مساءً، بينما تكون ”غربية“ حين يقع غرب الشمس، ليُشاهد فجراً.
وتتراوح أقصى زاوية لعطارد بين 18 و 28 درجة، ويعود هذا الاختلاف إلى مداره البيضاوي غير الدائري.
ولأفضل مشاهدة، يُنصح المراقبون بالبحث عن الكوكب فور غروب الشمس في سماء صافية باتجاه الأفق الغربي، والتأكد من خلو الموقع من أي عوائق كالمباني العالية. كما يمكن الاستعانة بالمنظار الثنائي لتحديد موقعه بسهولة قبل أن يختفي تحت الأفق.
وستستمر فرصة الرصد المسائي هذه لعدة أيام مقبلة، تصل إلى نحو أسبوع، قبل أن يعود عطارد للاختباء مجدداً في وهج الشمس. وستكون الفرصة التالية لرصده في مطلع ديسمبر المقبل، ولكن في سماء الصباح الباكر قبيل شروق الشمس، خلال استطالته الغربية.













