”لماذا يسأل المستشار النفسي عن راتبك؟“ آل سعيد يكشف ”سر“ الأسئلة الشخصية
أكد الأخصائي النفسي الإكلينيكي أحمد آل سعيد، أن الأسئلة التفصيلية عن حياة المراجع الشخصية، الاجتماعية، وحتى المادية، تُعد ”ضرورة مهنية“ للوصول إلى تشخيص دقيق، نافياً أن تكون تدخلاً في الخصوصيات كما يعتقد البعض.
وأوضح آل سعيد أن الاستشارات النفسية والسلوكية، سواء كانت لمشاكل زوجية، أو اكتئاب، أو قلق، أو خلافات أسرية، لا تعتمد إطلاقاً على ”وصفات جاهزة“.
وأشار إلى أن المشكلة التي يطرحها المراجع تحتاج أولاً إلى ”صياغة“ علمية من قبل المختص.
وبيّن أن عملية ”الصياغة“ هذه تتطلب الإلمام الكامل بخلفية الشخص وظروفه. ويشمل ذلك فهم تنشئته، ومستواه التعليمي والثقافي، ونمط شخصيته، وطبيعة علاقاته الاجتماعية، وإدارة وقته، بالإضافة إلى ظروفه الصحية العامة.
وانتقد آل سعيد المفهوم الخاطئ لدى بعض المراجعين الذي يدفعهم لمقاومة هذه الأسئلة، ظناً منهم أنها غير ضرورية أو تعدٍ على الخصوصية، ويكتفون بالقول: ”أنا طرحت عليك المشكلة وأريد الحل فوراً“.
وشبّه الأخصائي النفسي هذا الموقف بمن يذهب لطبيب يشكو من صداع؛ موضحاً أن الطبيب ملزم بإجراء فحوصات وتحاليل وأشعة لاستبعاد الأسباب العضوية أولاً، قبل أن ينتقل للسؤال عن الظروف الشخصية والضغوطات كجزء طبيعي لا يتجزأ من عملية التشخيص.
وأكد آل سعيد أن هذه الصورة المتكاملة هي التي تمكن المختص، سواء كان طبيباً نفسياً، أو أخصائياً اجتماعياً، أو معالجاً سلوكياً، من تحديد خطة العلاج المناسبة.
وخلص إلى أن الخطة قد تشمل علاجاً دوائياً، أو جلسات نفسية لتعديل السلوك، أو حتى تدخلاً اجتماعياً، كالإحالة للخدمة الاجتماعية في حال كانت الظروف المادية الصعبة هي السبب الرئيسي وراء المعاناة النفسية.
وشدد على أن هذه العملية تتطلب ثقة متبادلة وسرية تامة، داعياً إلى عدم إساءة فهم هذا الجانب الجوهري من طبيعة العمل الإرشادي والعلاجي.













