آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 1:30 م

العمل الاجتماعي وقيادة المجتمع

محمد يوسف آل مال الله *

العمل الاجتماعي وقيادة المجتمع من الموضوعات المحورية في بناء المجتمعات ورُقيّها، إذ يجمع بين بُعدين أساسيين:

• العمل الاجتماعي: وهو ما يبذله الأفراد أو المؤسسات من جهود تطوعية أو مهنية لحل المشكلات، وتنمية قدرات المجتمع، وتحقيق التكافل الاجتماعي.

• قيادة المجتمع: وهي الدور التوجيهي والإلهامي الريادي الذي يقوم به قادة المجتمع في تنظيم الجهود، وحشد الطاقات، وتحديد الرؤية المستقبلية ووضع الخطط التنفيذية لتحقيق الأهداف.

مفهوم العمل الاجتماعي:

يعرّف العمل الاجتماعي على أنّه نشاط منظّم يهدف إلى مساعدة الأفراد والجماعات على مواجهة مشكلاتهم والتكيّف مع بيئتهم وتحقيق العدالة الاجتماعية، وهو على ثلاثة أنواع؛ العمل الخيري «إغاثة ومساعدة مادية»، العمل التطوعي «أنشطة تعليمية وبيئية وصحية»، والعمل التنموي «بناء القدرات ومحاربة الفقر والبطالة».

مفهوم قيادة المجتمع:

تعرّف القيادة المجتمعية على أنّها القدرة على توجيه المجتمع نحو أهداف مشتركة من خلال الرؤية، القدوة، والتحفيز.

خصائص ومميزات القائد الاجتماعي:

• الوعي بمشكلات المجتمع، وهو اللبنة الأساس للتغيير والتأثير.

• القدرة على التواصل والإقناع، إذ يخلق التواصل القنوات الضرورية لمعرفة الحالات الاجتماعية.

• النزاهة والقدوة الحسنة، حيث يتطلب العمل الاجتماعي الثقة بالمتطوعين والنزاهة تضمن السرية وحفظ الخصوصيات للمستفيدين.

• القدرة على إدارة الأزمات وحشد الطاقات، فالأزمات بحاجة إلى كفاءات قادرة على التحليل واتخاذ القرارات اللازمة.

العلاقة بين العمل الاجتماعي وقيادة المجتمع:

لابد أن نعلم أنّ العمل الاجتماعي من دون قيادة قد يظل مشتتًا أو محدودَ الأثر، كما أنّ القيادة من دون عمل اجتماعي تتحول إلى تنظير بعيد كل البعد عن الواقع، ولكن حين يجتمعان، تتحقق التنمية المستدامة، ويترسخ التكافل، ويقوى النسيج الاجتماعي.

هناك نماذج عملية أثبتت جدواها، ففي التاريخ الإسلامي كان هناك النبي محمد ﷺ حيث قاد المجتمع المدني الأول على أساس التكافل والتعاون «وثيقة المدينة، نظام المؤاخاة»، وكان هناك الإمام علي فقد كان نموذجًا للقائد الاجتماعي الذي جمع بين العدل والرعاية للفقراء.

أمّا في واقعنا المعاصر، فهناك الجمعيات الأهلية الخيرية والمنظمات غير الربحية التي يقودها أشخاص لديهم رؤية مجتمعية، كما أنّ هناك المبادرات الشبابية في التطوّع والتعليم والصحة.

في كثير من الأحيان يتعرض العمل الاجتماعي إلى اخفاقات وتحديات وذلك لعدة أسباب، متها ضعف الوعي المجتمعي، قلة الموارد المالية، البيروقراطية والعوائق الإدارية، وأيضًا غياب القادة المخلصين.

غير أنّه يمكننا تجاوز هذه التحديات وتطوير العمل المجتمعي من خلال:

• تعزيز التربية المجتمعية على التكافل وإثارة الوعي بأهمية العمل الاجتماعي.

• إعداد قادة اجتماعيين من الشباب وتأهليهم عبر التدريب والتطوير.

• دمج التقنية الحديثة في العمل الاجتماعي وتفعيل البرامج التقنية الخاصة بالعمل الاجتماعي لزيادة الانتاجية وتقليل الجهد.

• الشراكة بين الدولة والمجتمع المدني وهذا ما تنص عليه الدساتير الدولية والمحافل الاجتماعية.