الدريهم: الرغبة في الشهرة و”الفراغ“ والاستهتار بمشاعر الآخرين أبرز الدوافع
خبير يحذر: مقالب الشباب تتحول من ”طرافة“ إلى ”إيذاء“ اجتماعي
حذر المستشار الأسري والاجتماعي، خالد الدريهم، من التصاعد المقلق لظاهرة ”المقالب“ بين أوساط الشباب، مشيراً إلى تحولها من تصرفات طريفة هدفها التسلية إلى ممارسات مزعجة ومؤذية تتجاوز حدود المزاح المقبول، وتتسبب في خلافات حادة ومشكلات اجتماعية لا تُحمد عقباها.
وأوضح الدريهم أن هذا الانتشار يعود إلى جملة من الأسباب، أبرزها ضعف الوازع الديني والعقلي لدى البعض، والفراغ، والاستهتار بمشاعر الآخرين.
وأضاف أن الرغبة في لفت الانتباه وتحقيق شهرة سريعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، دفعت البعض إلى المبالغة واعتماد التخويف والإيذاء.
وبيّن المستشار الاجتماعي أن المقلب يفقد طرافته ويتحول إلى سلوك مرفوض اجتماعياً عندما يتسبب في أذى جسدي أو نفسي للطرف الآخر.
وأكد أنه حين يتجاوز المزاح حده ليصبح تهوراً قد يؤدي إلى إصابات جسدية أو مشكلات قانونية، فإنه لم يعد طرافة، بل يُصنف كخطأ جسيم وسلوك غير مسؤول.
وأشار الدريهم إلى أن الآثار السلبية لهذه المقالب تمتد لتهديد استقرار العلاقات بين الأصدقاء وأفراد الأسرة، حيث تنعدم الثقة وتتحول المودة إلى كراهية. ويبدأ المحيطون في تجنب صاحب المقالب لعدم الارتياح في التعامل معه، خوفاً من تصرفاته غير المتوقعة.
وعلى المستوى النفسي، تترك هذه التصرفات أثراً طويل المدى يجعل المتضرر ينفر من صاحب المزاح المؤذي، وقد يرفض حتى سماع أخباره.
وفي المقابل، يفقد الشخص الذي يتمادى في المزاح هيبته ومكانته الاجتماعية، ولا يُؤخذ حديثه على محمل الجد بين الناس.
واعتبر الدريهم أن ما يحدث يعكس غياب الوعي بحدود المزاح وضرورة احترام الآخرين، لافتاً إلى أن بعض المقالب تطورت بالفعل إلى خلافات قانونية أو حوادث مؤسفة استدعت نقل أطرافها إلى المستشفيات بسبب تهور غير محسوب.
وشدد على أن الضحك لا ينبغي أن يكون أبداً على حساب مشاعر الناس أو سلامتهم الجسدية والنفسية.
وأكد على أن المزاح إذا خرج عن حدوده انقلب إلى إساءة، داعياً إلى إحياء روح الرفق والاعتدال، ف ”الابتسامة الصادقة تُبني بها المودة، أما المقالب الجارحة فتهدمها“.













