أخلاقيات الآباء والأجداد
عنوان نستذكر فيه بعض الآداب والأخلاقيات التي كان يمارسها الآباء، المتوارثة من الأجداد.
فكبير السن كان له شأن، سواءً كان في بيته أو في عمله أو مع أهل مجتمعه، فهو مُبَجَّل وله حضور في الأماكن التي يرتادها. فكانت لهم آداب، قد يَعدُّها البعض في هذا الزمن بلا قيمة.
ومنها مدّ يد العون لهم عندما يكونون بحاجة إلى المساعدة، فمثلًا؛ مساعدتهم في قطع الطريق، والصعود، والركوب على السلالم، أو المرتفعات.
إعطاؤهم فرصة الجلوس بشكل مريح في المحافل، والمناسبات، والأماكن المزدحمة.
السؤال عنهم، وتفقّد أحوالهم، والاستماع إليهم، والأخذ بآرائهم، والتفكّر في نصائحهم وتقبّلها.
وهذه الآداب مرتبطة بأخلاقنا مع من حولنا أيضًا، فالأقربون أولى بالمعروف. ونريد التركيز على الوالدين وكيف يكون التقدير والاحترام لهما.
لقد عبّر الله - عز وجل - في القرآن الكريم بقوله تعالى:
﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾ [الإسراء: الآية 23]
هذه الـ «أفٍّ» حرفان لا ثالث لهما، وهو تعبير صريح يحتاج منا إلى التفكير الدقيق في هذه العظمة للوالدين.
فكيف لو عرف الإنسان بعض السلوكيات الأخلاقية والأدبية مع والديه، فهناك بعض السلوكيات التي نعتقد أنها خارجة عن المألوف، وخارجة عن الأعراف، وأنها تتصف بالمبالغة.
لقد كان الآباء وكبار السن يمارسونها على أنها شيء من التربية، فهي لم تكن سلوكًا من نسيج الخيال، بل كان الآباء يستسقونها من روايات أهل البيت -
- ومن العلماء، وخطباء المنابر، والمساجد.
فمن هذه السلوكيات الأدبية:
• طريقة الجلوس أمام والديك؛ بحيث لا تجلس بأي وضع أنت تريده، مثلًا مدّ الرجلين أمامهما، أو وضع إحدى رجليك على الأخرى.
• النقاش معهما؛ فلا يحق لك مجادلتهما إلى درجة الأذى، بل يحق لك المناقشة بطريقة مؤدبة وهادفة.
• وأيضًا الجلوس معهما على مائدة طعام في مناسبات خارج المنزل، فمن باب الأدب والأخلاق أن لا تجلس مع والدك على مأدبة، وهذه برواية.
• وأيضًا من الأمور المحببة؛ أن لا تمشي أمام والديك.
• وأن لا تتصدر المجلس، ويكون جلوسك ندًّا له في الأماكن العامة، بحيث لا يُعرَف من هو الأب ومن هو الابن.
فكثير من الوصايا والأخلاقيات التي استسقاها الأجداد والآباء من الأئمة الطاهرين والرسول الأعظم - صلوات الله وسلامه عليهم -.
فكثير منا لا يتقبلها، ظنًّا منه أنها مبالغ فيها. فالله - سبحانه وتعالى - جعل رضاه في رضاهما، والإنسان الذي يبرّ والديه فهذا توفيق من الله عز وجل وسعادة في الدنيا والآخرة.
اللهم اجعلنا منهم، ويجعلكم منهم يا رب العالمين.













