آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 1:30 م

ذيل بطاقة الدعوة

المهندس أمير الصالح *

في الحاضرة التي أقطن فيها، يوجد فسيفساء من العادات والتقاليد القادمة من عدة حواضر لمناطق مختلفة من وطننا الغالي. تصلني عدة دعوات زفاف على امتداد عشرة شهور في السنة الهجرية من كل عام، ولاحظت أن ذيل بطاقات الأفراح لكل مكون اجتماعي يتضمن رسالة أو رسائل تستحق التأمل. وعليه، أحببت أن أفرد مقالًا في هذا الصدد.

نص ذيل بطاقة بعض دعوات الزفاف:

• ”دعوة شخصية“ أو ”دعوة خاصة“
• ”يسمح بدخول حامل البطاقة فقط“
• ”نعتذر، لا نقبل العانية“
• ”جنة الأطفال منازلهم“
• ”نرجو تأكيد الحضور“
• ”يمنع إدخال جوالات مدمجة بكاميرا“ في صالة النساء

بالمجمل، تلك النصوص والجمل تنطوي على معالجة لظاهرة آخذة في التوغل وتفتيت طعم ومذاق المناسبة، وتشتيت جهود الداعي.

فمثلًا، جملة ”دعوة شخصية“ أو ”دعوة خاصة“ أو ”دعوة شخصية خاصة“ تنم عن حرص الداعي على حصر العدد وتقديم الضيافة اللائقة بعدد محدود، وتفادي الإحراج من ضيق سعة المكان وتفادي الربكة والتشتت بسبب وجود أشخاص غير مدعوين أو غير متفاعلين كيميائيًا مع الحضور، أو لديهم روح تصادمية مع ضيوف آخرين.

التزام المدعو بنص وروح الدعوة ينم عن حسه المرهف وذوقه الجميل، بينما عدم التزامه بالنص ينم عن انعدام حسه، وبالتالي يتسبب في تعكير صفو الأجواء وتعكير مزاج الداعي له، وحتما سيجعل الداعي أكثر حذرًا عند التعاطي معه أو التفكير أكثر من مرة في قادم المناسبات.

ظاهرة الطابور الطويل للمهنئين

لوحظ تكدس أعداد المهنئين في طابور طويل لتقديم التهنئة للعريس ووالده وأعمامه وأخواله، مما تسبب في إهدار وقت المدعوين وزيادة منسوب الضجر لديهم.

توصية

ممن يعانون من ظاهرة الطوابير الطويلة بسبب التصوير الفوتوغرافي لكل مدعو مع العريس، اقترح بعض العقلاء إدراج الجملة التالية في ذيل بطاقة الدعوة، واقترح آخرون إطلاق نداء عبر ميكروفون الصالة:

يمنع التصوير الفردي أثناء استقبال المهنئين، ويتاح لمن يرغب التصوير الفردي في نهاية الاحتفال.

ختامًا

الدعوات والاستجابة لها تصهر الجميع وتجعلهم، فالداعي والمدعوّ أكثر قربًا وألفة ومودة واحترامًا وتقديرًا. وعليه، من الجيد والحكمة تجنب أي شائبة أو استفزاز أو حشرية أو سلوك مدمّر لروح الحفل أو الزفاف أو اللقاء… إلخ.

وكم جميلٌ أن تتجذر بين أبناء المجتمع آداب المجالس وآداب استجابة الدعوات.