آخر تحديث: 6 / 12 / 2025م - 1:26 ص

سلاحها إبرة وخيط.. قصة أمل حسن التي هزمت السرطان بالكروشيه

جهات الإخبارية إنعام آل عدنان - القطيف

روت السيدة أمل حسن، إحدى المتعافيات من مرض السرطان، تفاصيل رحلتها الصعبة مع العلاج، مؤكدة أنها حوّلت هذه التجربة القاسية إلى ”منحة ربانية“ من خلال تسلحها بالإرادة وإشغال نفسها بالحرف اليدوية لتجاوز الآثار الجسدية والنفسية للمرض.

وخلال حديثها أمام جمع من الحاضرين، أوضحت حسين أنها مرت بمراحل علاجية شديدة الصعوبة، بدأت بالعلاج الكيماوي الذي وصفته بالمرحلة المنهكة، تلاها العلاج البيولوجي الذي كان له آثار جانبية حادة، مشيرة إلى أن التحدي الأكبر كان في التعامل مع الأعراض الجسدية التي كانت تلازمها حتى أثناء نومها.

وأضافت أنها اتخذت قراراً حاسماً بمواجهة المرض وتحديه، بدلاً من الاستسلام له.

ولتحقيق ذلك، وجدت في الحرف اليدوية، مثل حياكة الكروشيه وصناعة سجادات الصلاة، وسيلة فعّالة لإشغال تفكيرها وتركيز طاقاتها في عمل إيجابي ومثمر، الأمر الذي ساعدها على تخطي الآلام والمخاوف المصاحبة لفترة العلاج.

وأكدت حسين أن هذه التجربة، رغم قسوتها، منحتها قوة داخلية لم تكن تعرفها، وعلمتها أن تنظر إلى التحديات بمنظور مختلف.

ووصفت رحلتها مع المرض بأنها كانت بمثابة اختبار إلهي، معربة عن امتنانها العميق لهذه المحنة التي كشفت لها عن مدى قدرتها على التحمل والمقاومة، وأنها خرجت منها إنسانة أكثر قوة وإيماناً.

أوضحت حسين أن كل غرزة كانت بمثابة خطوة تبعدها عن دائرة الألم، وكل قطعة تكتمل كانت تشعرها بالإنجاز والقدرة على الخلق في وقت كان المرض يحاول فيه الهدم.

وقالت ”حوّلت الساعات الطويلة والمؤلمة إلى ورشة عمل منتجة، صنعت خلالها سجادات صلاة ومنتجات يدوية أخرى، لتثبت لنفسها أولاً أن إرادة الحياة أقوى من أي تحدٍ“.

واختتمت حديثها برسالة مؤثرة، شددت فيها على أن الإرادة والعزيمة تلعبان دوراً محورياً في رحلة الشفاء، وأن الانشغال بأهداف صغيرة وهوايات بنّاءة يمكن أن يصنع فارقاً كبيراً في نفسية المريض وقدرته على تجاوز أصعب العقبات الصحية، لتصبح قصتها مصدر أمل وإلهام للكثيرين ممن يواجهون تحديات مماثلة.