دراسة: نصف السكان يجهلون التصرف الصحيح عند النوبة القلبية
كشفت دراسة علمية حديثة، عن وجود فجوة معرفية كبيرة لدى الجمهور حول عوامل الخطر المسببة للنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
أظهرت الدراسة أن 50% فقط من المشاركين سيتوجهون إلى المستشفى مباشرة عند الشعور بأعراض قلبية، مما يدق ناقوس الخطر حول مدى استعداد المجتمع للتعامل مع هذه الحالات الطارئة التي تعد من أبرز مسببات الوفاة عالميًا.
وأوضح الدكتور خالد النمر، استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين، أن نتائج الدراسة بينت أن وعي المشاركين بعوامل الخطر كان انتقائياً وغير مكتمل.
ففي حين ربطت نسبة كبيرة منهم بين أمراض القلب وعوامل شائعة كالتدخين والسمنة وارتفاع الكولسترول، كان هناك جهل واضح بعوامل أخرى لا تقل خطورة، مثل مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأهمية التاريخ المرضي للعائلة.
ولعل الأخطر من ذلك هو ما كشفته الدراسة عن السلوك المتوقع عند الإصابة، حيث أقر نصف المشاركين فقط بأن التصرف الصحيح هو طلب الرعاية الطبية الفورية، بينما عبّر النصف الآخر عن حالة من التردد والجهل بالإجراءات السليمة، أو حتى تبني معتقدات خاطئة قد تؤخر التدخل الطبي الحاسم، كاللجوء إلى علاجات بديلة غير مثبتة علمياً.
ولاحظت الدراسة وجود ارتباط بين مستوى الوعي والمستوى التعليمي للمشاركين، وكذلك وجود تاريخ شخصي أو عائلي للإصابة بأمراض القلب، حيث كان هؤلاء أكثر دراية بالمخاطر والأعراض.
وشدد الدكتور النمر على أن هذه الفجوة المعرفية تمثل تحدياً صحياً كبيراً، مؤكداً أن تعزيز الثقافة الصحية لدى كافة شرائح المجتمع لم يعد خياراً، بل ضرورة حيوية لضمان سرعة التعامل مع الأزمات القلبية، وهو ما يرفع بشكل مباشر من فرص النجاة ويقلل من خطر الوفاة أو المضاعفات الخطيرة.













