آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 1:30 م

شمسك لا تغيب

سوزان آل حمود *

أيامٌ قلائلُ ويُقبلُ علينا يومُ المعلمِ العالمي، ونحن في حضرةِ النورِ، أمامَ صانعي الفكرِ وبُناةِ العقولِ، أمامَ من حملوا الرسالةَ في قلوبِهم، وأدّوها أمانةً، فالمعلّمُ ليس مجردَ مهنة، بل هو روحُ أمة، وهو شمسُ حضارة، وهو اليدُ التي غرستْ في أرضِ القلوبِ، والعقلُ الذي أضاء دروبَ الأجيالِ.

إلى معلّمي الأجيالِ،

يا من غرسوا بذورَ النورِ في كلِّ عقولِنا، فكانوا شمسًا لا تنطفئُ،

ومنهجًا يضيءُ دروبَ الحياةِ.

ورسموا الفرحَ في عيونِ الصغارِ والكبار، هم النجمُ الذي يُشعلُ العزيمةَ، ويُهدي القلوبَ إلى سُبلِ الإبداعِ. هم الفجرُ الذي يشرقُ بالأفكارِ، وينيرُ دروبَنا نحوَ كلِّ سعادةٍ، فلهم الفضلُ في كلِّ خطوةٍ نخطوها، وفي كلِّ إنجازٍ يُعانقُ الأبعادَ.

فيومك العظيم هو:

يومٌ لا يمرُّ عابرًا، بل يسكنُ في القلبِ والذاكرة،

نرفعُ رؤوسَنا اعتزازًا، ونُمسكُ بالكلمةِ كما يُمسكُ التلميذُ بقلمهِ لأول مرة…

لنتحدث عن مَن؟

نعم، إننا نتحدث عنك أيها المعلّم.

ومن وحي الامتنان والوفاء، أهدي هذه الخاطرة:

معلّمَ الخيرِ يا نبضَ الزمانِ، يا سراجًا في دروبِ العارفين،

يا منارتَنا إذا عمَّ الظلامُ، وسَنا فجرٍ على وجهِ السنين.

علّمتنا أنَّ المعارفَ سُلَّمٌ، يرفعُ الله مقامَ الصادقين،

صنعتَ أجيالًا تسيرُ بفكرِها، وبمنهجٍ ينهي الضلالةَ ويزهو بالحنين.

يا موقد الأقلام في دربِ العُلا، شمسُك ما تغيب رغم خوفِ الحائرين،

بنيتَ صرحًا شامخًا في أمةٍ، أنت تاريخُ الشعوبِ المخلصين.

تبقى المعلّمَ في القلوبِ رسالةً، وفي عينِ الله في الحُسن المبين.