بالخشب والعدسات.. الفوتغرافي شبيب يُعيد بناء أول كاميرا في التاريخ
في عرض يجمع بين التاريخ والعلم التطبيقي، قدّم مدرب التصوير الفوتوغرافي، محمد شبيب، شرحًا تفصيليًا حول الجذور التاريخية لاختراع الكاميرا.
وأكد أن الفضل في اكتشاف المبدأ الأساسي يعود إلى العالم المسلم الحسن بن الهيثم قبل قرون من ظهور أول صورة فوتوغرافية.
وخلال مشاركته في فعالية ”ملتقى النقد السينمائي“ الذي اقيم بمشروع الرامس، أوضح شبيب أن الشرارة الأولى لفكرة ”الغرفة المظلمة“ أو ”القُمرة“، التي اشتُق منها لاحقًا المصطلح العالمي ”Camera“، انطلقت من ملاحظة فيزيائية دقيقة للحسن بن الهيثم أثناء وجوده في السجن.
ولاحظ العالم كيف أن الضوء عند مروره من خلال ثقب صغير في جدار الزنزانة المظلمة، يعرض صورة مقلوبة للعالم الخارجي على الجدار المقابل، وهو ما يمثل جوهر عمل الكاميرا.
ولتقريب هذه الفكرة التاريخية إلى أذهان الحضور، عرض شبيب نموذجًا عمليًا لكاميرا ذات ثقب «Pinhole Camera» قام بتصنيعها يدويًا من الخشب.
وبيّن أن هذا الصندوق الخشبي البسيط هو التجسيد الحقيقي لملاحظات ابن الهيثم، حيث قام بتركيب عدسة جهاز عرض ”بروجيكتور“ على الصندوق لتحسين تركيز الصورة، ووضع في داخله لوحًا زجاجيًا خاصًا يسمح بمشاهدة المشهد الخارجي معكوسًا بوضوح، موضحًا للحضور بساطة المبدأ الذي قامت عليه أعظم الاختراعات البصرية.
وأشار شبيب إلى أن هذا النموذج البدائي يمثل حجر الزاوية في رحلة تطور التصوير الفوتوغرافي، والتي انتقلت من مجرد صندوق خشبي إلى مراحل متقدمة شملت تصنيع العدسات المتطورة، وصولًا إلى الثورة الرقمية الهائلة التي يشهدها العالم اليوم.
