لماذا اختارت هيئة الأفلام ”العوامية“ لاحتضان ملتقى النقد السينمائي؟
لم يكن اختيار بلدة ”العوامية“ التاريخية في محافظة القطيف لاحتضان ”ملتقى النقد السينمائي“ الذي انطلق اليوم الخميس، قرارًا عشوائيًا، بل خطوة تحمل دلالات رمزية وفكرية عميقة تتناغم مع شعار الملتقى ”السينما... فنّ المكان“.
ويكمن السبب الجوهري لهذا الاختيار في أن العوامية، بما تحمله من عبق تاريخي وثنايا غنية بالحكايات، تمثل تجسيدًا حيًا لفكرة الملتقى.
فمن خلال إقامة الفعاليات في مشروع الرامس بوسطها، تسعى هيئة الأفلام إلى خلق حوار استثنائي بين المكان والسينما، حيث يتحول تاريخ البلدة وذاكرتها إلى مادة للنقاش والتفكيك النقدي، وتصبح هي نفسها بطلاً في السردية السينمائية.
هذا التوجه يعكس فلسفة الهيئة في ربط الحراك السينمائي بالعمق الثقافي والتاريخي للمدن السعودية. فكما تم اختيار قرية المفتاحة التراثية في محطة الملتقى السابقة بأبها، جاء اختيار العوامية لتعزيز النقاش حول كيف يمكن للبُنى المكانية، سواء كانت تاريخية أو حديثة، أن تتحول إلى لغة بصرية رمزية في الفيلم، تحمل هوية المكان وتؤثر في وجدان المشاهد.
ويهدف الملتقى من خلال هذا الاختيار الموفق إلى أن يكون منصة لتعميق الحس البصري لدى الجمهور في المنطقة الشرقية، وإتاحة الفرصة للنقاد والمبدعين لاستلهام حكايات المكان وتحليلها سينمائيًا.
وبذلك، لا يعود الملتقى مجرد حدث فكري عابر، بل تجربة نقدية متكاملة يتفاعل فيها الحضور مع تاريخ المكان الذي يقفون فيه، ويستكشفون إمكانياته السينمائية الكامنة.
وتستمر فعاليات الملتقى في تقديم محتوى نقدي متنوع يشمل جلسات تحليلية وعروض أفلام، تمهيدًا للمحطة الختامية التي ستشهد انعقاد المؤتمر الدولي للنقد السينمائي في العاصمة الرياض الشهر المقبل، استكمالاً لمسيرة تهدف إلى ترسيخ قيم الحراك النقدي في كافة أنحاء المملكة.













