آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 2:11 م

وهم الامتلاك… حرية تبدأ حين ندرك أننا لا نملك شيئًا

زكي الجوهر *

يقضي الإنسان عمره كله في محاولة امتلاك الأشياء: منزل يحقق الاستقرار، وظيفة تمنح الأمان، علاقات تعطي الاطمئنان، وحتى أفكار يتشبث بها وكأنها ملكية أبدية. غير أن العلم والفلسفة يجتمعان في تقرير حقيقة واضحة: لا أحد يمتلك شيئًا على الإطلاق.

علماء النفس يرون أن التعلق بالممتلكات يخلق وهمًا بالسيطرة المستمرة. غير أن الواقع يبرهن عكس ذلك: الصحة تتغير، المال يزول، العلاقات تتفكك، والحالة النفسية نفسها غير مستقرة. كل ما حولنا مؤقت، وكل ما نعتقد أننا نملكه قابل للرحيل.

في علم الفيزياء، لا وجود لملكية مطلقة للمادة. فالمادة بطبيعتها في حركة دائمة، تتحلل، تتحول، وتنتقل من شكل إلى آخر. حتى الأشياء التي نحتفظ بها لعقود، ليست إلا عهدة وقتية في دورة لا نهائية للطبيعة.

حين يدرك الإنسان هذه الحقيقة، يبدأ التحول الداخلي العميق:

• يتوقف عن مقارنة نفسه بالآخرين.

• يتخفف من هوس التعلق بالماديات.

• يتعلم كيف يعيش اللحظة بلا خوف من الفقد.

والنهاية، إن وهم الامتلاك يقيّد الإنسان أكثر مما يحرره. بينما من يتصالح مع فكرة أنه لا يملك شيئًا، يجد نفسه في مساحة أوسع من الحرية، حرية لا تقيّدها الأشياء ولا تحدها المقارنات. فالإنسان الذي يدرك أنه مجرد ضيف على مسرح الحياة… يعيش كل لحظة بصفاء ووعي أكبر.

كل ما نملكه ليس لنا حقًا، بل عهدة مؤقتة: صحة، مال، علاقات وحتى أفكار.

‏لذا أعظم حرية أن تعرف أنك لا تملك شيئًا… عندها لن يخيفك فقد، ولن يأسر قلبك شيء.