ما الذي يمنع الأصوات السعودية من تصدر أعمال الدبلجة العربية؟
كشفت دورة تدريبية متخصصة في فنون التعليق الصوتي، أقيمت في جمعية الثقافة والفنون بالدمام، عن إمكانات واعدة لمواهب سعودية شابة.
وفي الوقت نفسه سلطت الضوء على تحديات كبيرة تواجه صناعة الدبلجة في المملكة، أبرزها ضعف الإنتاج المحلي وهيمنة اللهجات العربية الأخرى على الأعمال المعروضة في الفضائيات.
وأكد المخرج السينمائي زكي إبراهيم أن سوق الدبلجة في العالم العربي يُعد سوقاً كبيراً وواعداً، إلا أن حضوره في المملكة لا يزال ضعيفاً ويعتمد في غالبيته على الهواة، باستثناء تجارب احترافية قليلة.
وأوضح أن الأعمال التي تُعرض على قنوات واسعة الانتشار ما تزال تُدبلج بلهجات غير سعودية، رغم وجود عدد كبير من المواهب المحلية القادرة على تقديمها باللهجة السعودية، مما يفقد السوق فرصة كبيرة للنمو.
ولفت إبراهيم إلى أن الساحة المحلية لم تفرز بعدُ مدبلجين يبتكرون شخصياتهم الصوتية الخاصة والمميزة.
وأشار إلى أن الكثير من الأصوات الحالية تميل إلى تقليد شخصيات كرتونية قديمة ومعروفة، على عكس ما يحدث في أسواق أكثر نضجاً مثل مصر التي قدمت أسماء بارزة كالفنان محمد هنيدي والفنان عبد الرحمن أبو زهرة، الذين صنعوا بصمتهم الخاصة في عالم الدبلجة.
وأعرب عن أمله في أن تُترجم المبادرات الناجحة، مثل مسابقة ”دبلج بلهجتنا“، إلى أعمال احترافية حقيقية على أرض الواقع.
من جانبها، أوضحت المدربة نور السادة، مقدمة دورة ”التعليق الصوتي.. للصوت أجنحة“، أن البرنامج التدريبي الذي استمر لأربعة أيام ركز على صقل المهارات الأساسية للمشاركين، بدءاً من التحكم في سرعة الصوت وتلوينه وتوظيف النبرات، وصولاً إلى دراسة متعمقة لمختلف أنواع التعليق الصوتي، كالرد الآلي، والوثائقي، والكتب الصوتية، والإعلانات التجارية، مع تقديم نبذة عن فن الدبلجة.
وأشارت السادة إلى أن الدورة لم تقتصر على الجانب النظري، بل تضمنت تطبيقات عملية مكثفة في اليوم الختامي داخل استوديو صوتي احترافي، لتمكين المشاركين من معايشة تجربة واقعية.
وأضافت أنها تحرص دائماً على إثراء دوراتها باستضافة خبراء ومختصين من أبناء البلد لنقل تجاربهم الشخصية، حيث استضافت الدورة مخرجاً ومدبلجة شاركا الحضور خبراتهما العملية.
وعبّر المشاركون في الدورة عن استفادتهم الكبيرة، حيث ذكر الشاب مهدي الأحمد، البالغ من العمر 11 عاماً، أنه تعلم الكثير عن أنواع التعليق الصوتي وأساسياته.
وأكدت عبير الدوسري أن الدورة كانت فرصة مثالية جاءت في وقت مناسب، وساهمت في تطوير مهاراتها في الإلقاء ومخارج الحروف والتحكم في طبقات الصوت.
ورأت منى حسن، المتخصصة في الدبلجة، أن مثل هذه الورش ضرورية ونادرة في المنطقة الشرقية، وشكلت فرصة مميزة للتعلم وبناء العلاقات مع مهتمين آخرين في هذا المجال.



























