آخر تحديث: 6 / 12 / 2025م - 1:26 ص

بعد 38 عاماً على اكتشافها بالقطيف.. خطة وطنية لمواجهة سوسة النخيل

جهات الإخبارية تصوير: مالك سهوي - القطيف

كشف المركز الوطني للوقاية من الآفات النباتية والأمراض الحيوانية ومكافحتها ”وقاء“، عن إطلاق منظومة متكاملة من قنوات التواصل الموحدة، في خطوة استراتيجية تهدف إلى خدمة المزارعين وقطاع الأعمال بفعالية، ورفع كفاءة الاستجابة للبلاغات المتعلقة بالآفات الزراعية في كافة مناطق المملكة.

جاء هذا الإعلان خلال ورشة عمل متخصصة نظمتها غرفة الشرقية بالتعاون مع المركز، لمناقشة أحدث الاستراتيجيات الفعالة لمواجهة خطر آفة سوسة النخيل الحمراء، التي تشكل تهديدًا كبيرًا لثروة النخيل الوطنية.

وأوضح مدير خدمات المستفيدين في المركز، الخبير الزراعي زكي آل عباس، أن ”وقاء“ استلم 18 اختصاصًا حيويًا من وزارة البيئة والمياه والزراعة، ويركز جهوده حاليًا على مكافحة 20 آفة ذات أولوية، ثمانٍ منها تستهدف أشجار النخيل.

وتسهيلاً على المستفيدين، كشف آل عباس عن تدشين ”منصة وقاء المستفيدين“ الرقمية، التي دمجت جميع المنصات السابقة مثل ”أنعام“ و”بلّغ“ في بوابة إلكترونية واحدة.

وأشار إلى أن الخدمات أصبحت متاحة أيضًا عبر تطبيق ”توكلنا“، مما يوفر قناة وصول سهلة ومباشرة للمواطنين، مدعومة بالرقم الموحد 8002447000 المتاح على مدار الساعة، مؤكدًا أن جميع البلاغات تحظى بمتابعة مباشرة من الإدارة العليا مع التزام بمعالجتها خلال 48 ساعة كحد أقصى.

وشجع المزارعين على الاستفادة من القنوات الرقمية لتقديم البلاغات، نظرًا لدورها في تسريع الاستجابة وتحسين جودة الخدمة.

وأكد أن جميع خدمات العلاج التي يقدمها المركز ضمن البرامج الحكومية مجانية بالكامل، مع وجود خطط مستقبلية لتأهيل شركات من القطاع الخاص للمساهمة في تقديم هذه الخدمات.

من جانبه، شدد الأخصائي الزراعي في المركز، المهندس بدر الصقر، على أن حماية قطاع النخيل تمثل أولوية استراتيجية لدعم مستهدفات رؤية 2030، لافتًا إلى أن المملكة تحتضن ما يقارب 31 مليون نخلة وتعد ثاني أكبر منتج للتمور عالميًا.

ووصف سوسة النخيل الحمراء، المكتشفة لأول مرة في القطيف عام 1987، بـ ”العدو الخفي“ نظرًا لصعوبة كشفها في مراحل الإصابة المبكرة.

وأوضح الصقر أن الدراسات أثبتت أن النخيل الأصغر عمرًا، الذي يقل عن 10 سنوات، هو الأكثر عرضة للإصابة بنسبة تصل إلى 69%.

وأكد أن فهم دورة حياة الحشرة، التي تصل إلى 90 يومًا، يعد مفتاح السيطرة عليها، حيث يساهم الكشف الدوري كل 45 إلى 60 يومًا في كسر هذه الدورة ورفع نسبة نجاح العلاج إلى 100%.

واستعرض الخبير أهمية الممارسات الزراعية الوقائية كخط دفاع أول، مثل الالتزام بمسافات الزراعة المناسبة وتنظيم الري والتقليم في المواسم الباردة.

وفيما يتعلق بالعلاج، بيّن أن هناك ثلاث طرق معتمدة تشمل الحقن الموضعي، والكشط اليدوي، والتبخير بمركب ”فوسفيد الألمنيوم“، محذرًا من أن التبخير، رغم فعاليته العالية، يتطلب إجراءات سلامة مشددة ولا ينفذه إلا متخصصون معتمدون.

وفي ختام الورشة، أكد رئيس مجلس أعمال القطيف، المهندس حسين المقرن، أن هذا التعاون يعكس الحرص المشترك على مواجهة التحديات التي تهدد الإنتاج الزراعي، مشددًا على ضرورة تكاتف الجهود لحماية شجرة النخيل التي تمثل رمزًا وطنيًا للعطاء والاستدامة.